[أهالي مناطق الأهوار يطالبون بإنزال “أقسى العقوبات” بحق المسؤولين عن تجفيفها
ذي قار. ميسان/ أصوات العراق: طالب أهالي مناطق الاهوار في المحافظات الجنوبية بمعاقبة المسؤولين عن تجفيفها وتهجير اهلها وإنزال “أقسى العقوبات” بحق المتهمين في قضية تجفيف الاهوار من قبل النظام السابق.
وكانت المحكمة الجنائية العراقية العليا عقدت أمس الثلاثاء (28/7) أولى جلساتها في قضية تجفيف الاهوار وتهجير اهلها من قبل النظام السابق، برئاسة القاضي محمد صالح وحضور جميع المتهمين.
ويقول المزارع علي حسين (50 عاما)، الذي يسكن سابقا في منطقة الصيكل بمحافظة ميسان، إن “معاناة أهالي الاهوار لا تنتهي فبعد تجفيفها في زمن النظام السابق وترحيلنا قسرا عن أراضينا، نعيش في الوقت الحاضر حالة جفاف اقسى، فبعد جفاف الاهوار، بدأ نهر العز الذي استحدثه النظام السابق بالجفاف ونفكر جديا بالهجرة إلى المدينة” .
وأضاف حسين لوكالة (أصوات العراق) “رغم تلك المعاناة؛ لكننا فرحون بمحاكمة من كان السبب في تجفيف اهوارنا وقتل عوائلنا، ونطالب القضاء العراقي بإنزال اقسى العقوبات بهم لكونهم غيروا معالم الاهوار التي كانت من أجمل المناطق السياحية التي يرتادها السياح بالإضافة إلى كون مناطقها تشتهر بالزراعة وصيد الأسماك والطيور” .
وتعرضت الاهوار في محافظتي ذي قار وميسان الى عمليات تجفيف في ثمانينيات القرن الماضي ما ادى الى هجرة اكثر سكانها واختفاء مسطحات مائية واسعة قبل ان تعود لها المياه بعد سقوط النظام السابق عام 2003 لكنها تشهد لاسيما منذ العام الماضي شحة ملحوظة بسبب قلتها في نهري دجلة والفرات.
ومن جانبه، قال احد الساكنين في منطقة الجدي (75 كم جنوب غرب مدينة العمارة) وهي من مناطق الاهوار التي جففت سابقا إن “يوم محاكمة المتسببين بجفاف الاهوار يعتبر عيدا لأهالي الاهوار الذين خسروا كل شي بعد التجفيف بيوتهم حيواناتهم ومزارعهم”.
وأضاف لوكالة (أصوات العراق) أن “بعض العوائل بقيت في مناطقها القديمة بعد التجفيف الا ان النظام السابق قام بقصفهم بطائراته فقتل بعضهم وعبر البعض الأخر الحدود إلى إيران” .
أما المواطن محيبس ناشور، الذي يسكن حاليا في ناحية الخير(65 كم جنوب غرب العمارة)، فذكر لوكالة (أصوات العراق) أن “عدد الذين قتلوا أو سجنوا اوهاجروا إلى إيران وبعض المدن العراقية على اثر التجفيف أكثر من 50 مواطنا، في حين ما يزال أكثر من 25 ألفا يسكنون ناحية الخير ويمرون بظروف صعبة نتيجة شحة المياه في نهر العز الذي أصبح بعرض خمسة أمتار بعد ان كان عرضه أكثر من كيلو مترين” .
وعلى صعيد متصل، قال سيد حسين سيد عودة مدير ناحية الخير جنوب غرب العمارة إن “أهدافا سياسية وليست اقتصادية كانت وراء عملية تجفيف الاهوار؛ وذلك لملاحقة معارضي النظام السابق حيث تم بناء سدود وخزانات ماء عديدة”.
وأضاف سيد عودة لوكالة (اصوات العراق) أن “الأمر لم يقتصر على التجفيف بل قام النظام السابق باستخدام الجيش لملاحقة المعارضين لنظامه وحدثت معارك طاحنة ومنها معركة (الشطانية) التي استخدم فيها الجيش ما يقارب (150) كغم من قذائف النابالم واستخدمت الطائرات المروحية والتي قتل فيها اعداد كبيرة من سكنة الاهوار”.
أما المواطن سيف آل دخيل من منطقة الجبايش بمحافظة ذي قار فقال لوكالة (اصوات العراق) “الاهوار هي حياتنا وعندما جففها النظام هاجرنا منها الى مناطق اخرى طلبا للرزق واستبشرنا خيرا بسقوط النظام؛ الا ان الحكومات التي تلته لم تهتم بالهور”.
وطالب سيف “بمساءلة المسؤولين الحاليين؛ لان الاهوار تعرضت الان إلى حالة تصحر ولأول مرة بتاريخها والخرائط المائية تظهر ان الهور أسوأ من السابق”.
ومن جانبه، قال سعد الحمداني من أهالي ذي قار لوكالة (اصوات العراق) إن “محاكمة مجرمي الاهوار مناسبة لاستذكار الجرائم التي ارتكبها النظام السابق، ومازلنا حتى اليوم نبحث عن اهلنا في المقابر الجماعية دون جدوى”.[/size][/color]