إدريس هاني باحث مغربي شيعي
في الحقيقة أفضل أن يعالج موضوع التشيع في المغرب بنوع من الفصل بين قضية تأزم العلاقة بين المغرب وإيران، وبين ما تروج له بعض وسائل الإعلام من ضرورة التصدي للمد الشيعي. ويتم استغلال هذا الأمر لتمرير بعض الأجندات عبر تضخيم الأحداث. فمن يروج للطرح الذي يقول بأن إيران تريد أن تأخذ دورها في قيادة الأمة الإسلامية على غرار العرب والأتراك من قبل، فهو لا يعيش حتما في عصرنا. فالكراهية بلغت مبلغها وهناك جهات عندها عقدة تاريخية من هذا الموضوع في المشرق و تصدر لنا حتى الطريقة التي تحاول بها وسائل الإعلام محاربة هذا الفكر.
يتحدثون عن الدعوة إلى التشيع. فهناك أشياء لو ظللت أكررها لن يصدقها أحد. لا شيء اسمه الدعوة إلى التشيع، وإنما في كثير من الحالات هناك أناس سجنوا في رؤية
نمطية لمدة 14 قرنا . فعندما حاولنا تغيير تلك الصورة النمطية، سمي ذلك اعتداءا ونشرا للتشيع. أنا شخصيا لا أقبل الإساءة للآخرين، ولا أقبل أي أسلوب يحاول أن يعلي من نفسه مقابل تجريح الآخرين فلكل طرف الحق في أن يعرف نفسه بنفسه .
فحتى الحديث عن خريطة للتشيع أعتبره كلاما فارغا يكشف عن عدم انتقالنا بعد، إلى مستوى التفاعل العقلاني مع قضايانا المصيرية.
حتى لو سلمنا بأن هناك حالات من اقتناع أفراد بهذا المذهب. هذه حالة طبيعية في العالم كله، وهذا راجع إلى أنه وبعد 14 قرنا أصبح الناس يسمعون كلاما في الفضائيات، و على صفحات مواقع الانترنيت مما أدى إلى عولمة القناعات والأفكار و إلى إثارة الجدل والنقاش في هذا الموضوع، وهذا أمر طبيعي جدا ويجب أن تتاح الفرصة للناس ليعبروا عن أنفسهم في الفضائيات و ليخرج الناس من الدهشة والانبهار، وتعطى فرصة لهذا الفكر الجديد أن يعبر عن نفسه. و هذا الأمر لا يحتاج إلى أفراد ولا إلى مؤسسات.
و بالتالي تنتفي فرضية إنشاء جمعيات أو مؤسسات تلم شمل الشيعة بالمغرب . و قد سبق أن نقل على لساني في إحدى الصحف أنني أعتزم تأسيس حزب ذو مرجعية شيعية ، و هنا أقول أن من نقل هذ التصريح قد حكم على نفسه بالغباء .. إذ أنه يسهل على من يتتبع ما أكتبه و ما أفكر فيه أن يعرف أنه من المستحيل أن أقول هذا الكلام إذ أنني ضد الطائفية و ضد كل هذا الكلام.