| كتاب عبقرية مبكرة لاطفالنا _توفيق بوخضر | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: كتاب عبقرية مبكرة لاطفالنا _توفيق بوخضر 19th أغسطس 2009, 4:29 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
أقرء قبل أن تقرأ
أعلم سددك خالقك ورفع قدرك، أن العلي الأعلى مالك الأخرة والأولى قد قال في كتابه الكريم وخطابه العظيم « لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً» فقد أشار ربك، وصرح مولاك أن كل كلام غير كلامه وكل نظم غير نظمه لا يخلو من أن يختلف صدر وعجزه، وأخره وأوله لأنه قول بشر وهو عين الخطأ والجهل. وأما كلام الله جل جلاله كلاماً واحداً منتظماً سبك سبكا واحدا ونزل به الروح الأمين على قول جبرئيل على فؤاد الأمين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؛ لانه كما قال تعالى « وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى» وكل من كان قريباً من دائرة التوحيد والنبوة صار أمره إلى الهدى والرشاد. وكلما ابتعد عنهم آل أمره إلى سوء المعاد وكثرة الفساد. وإني لا أدعي فيما أكتبه حقاً ولا أتعمده باطلاً فأن رأيت حقاً وشاهدت صواباً. فاعلم انه من معدن الوحي اساسه، ومن منهل النبوة أعتماده، ومن اسرار الإسلام اقتباسه. فان سرك ذلك وأثلج فؤادك فارفع يديك إلى الله مبتهلاً وناجيه شاكراً أن يزيد في توفيقاته لي وان يرزقني حلماً وعلماً واجتهاداً اثابر به لنشر الدين ولرفع راية المسلمين أشهد أن لا إله إلا الله وإن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وان لمحت خطاءاً ورمقت اشتباهاً فيما خطت يدي لغفلة أو سهو أو لقصور معرفة لما تقتضيه طبيعة البشر ولما عليه الأثر، فتداركني بالقول الصحيح ولا تكن فيما اعطاك الله شحيحاً، فعندها أكن لك من الشاكرين وأثني عليك بين العالمين، وان سبق الحق
والموت قبل نصحك وإعلامك وتوضيحك فادع لي الله بالمغفرة والتجاوز عن الخطيئة والحشر مع الصدقين والانبياء والمرسلين وحسن اولئك رفيقاً. وليكن ديدنك الدعاء لي بالتوفيق والمغفرة كلما تصفحت كتابي وسنح فكرك نحوي واتجاهي لتصبح ممن قال عنهم الله في كتابه « والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم» وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
عدل سابقا من قبل خادمة الزهراء ع في 19th أغسطس 2009, 4:30 am عدل 1 مرات | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: حياتي بين حادثتين 19th أغسطس 2009, 4:30 am | |
| الإهداء
حياتي بين حادثتين
الحادثة الأولى:
في يوم من سنيني الأولى وكان عمري آنذاك ست سنوات أو سبع ولم أتجاوز الثامنة خالفت أمراً لأبي، خرجت في الظهيرة الحارقة لكي ألعب.. ولم ألتفت إلى دروسي ولم أعمل ما كلفني أبي به .. رجع من عمله فسأل عما ندبني إليه فلم يجد جواباً. استعلم عن دروسي فكان الصمت هو الجواب. عندها لم يجد هذا الأب إلا أن يؤدب ابنه (الذي هو أنا) فقام فضربني.. وكان طبيعياً أن يضربني .. ولكن الغريب بعد ذلك أنه قال لي: لقد أصبحت رجلاً... ومن اليوم لن أضربك مرة أخرى .. وكانت هذه الكلمة مثل الدستور وفعلاً صدق فيما قال .. فلم أذكر في حياتي أن أبي مد يده علي في غير هذه المرة.. الحادثة الثانية:
بعد تلك الحادثة بعشر سنوات تقريباً بينما كنت جالساً أقرأ .. وإذا بصوت أبي يناديني .. ذهبت نحوه مستجيباً فما أن رأني حتى سألني أي الألوان أفضل لصباغة سور الحديقة ؟ فشرعت في الجواب ... في أثناء ذلك مر أخي الصغير كميل وكان آنذاك لا يتجاوز أربع سنوات .. فسأله أبي نفس سؤالي.. فتعجبت من أبي! فقلت له : لماذا تسأله وأنت لن تسمع له؟ فأجاب : أعلم بذلك ولكني أردته أن يتكلم .. أكملت جوابي ولم أفهم جوابه إلا بعد سنين وسنين عرفت معنى الجواب.
وأنا كلما تذكرت هاتين الحادثتين عرفت كيف صرت أنا أنا . فأب ربى أبناءه على أن يحترمهم ويحافظ على كرامتهم وأنهم كبار حتى في صغرهم .. أب أطلق الحرية لأبنائه لكي يعبروا عن آرائهم حتى لو كانت خطأ في نظره. أب مثل هذا يستحق أن يجلل وأن يحترم وان يقدم له الكثير الكثير. وها أنذا يا أبت أقدم كتابي هذا بين يديك هدية متواضعة لك، ولوالدتي الحنونة التي تضمني بحنانها وعطفها ودعائها، لأنكما أنتما فقط وفقط من يستحق هذا وأكثر.
ابنكم المقصر توفيق بوخضر | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: المقدمة 19th أغسطس 2009, 4:34 am | |
| المقدمة هناك حلم يجول في خاطر كل إنسان، وأمنية يتمناها كل ذكر وأنثى، وسعادة تكبر كلما ترعرع طفل في أحضان والديه، وأنشودة يتغنى الوالدان بها بابا وماما .. هاتان الكلمات الصادرتان من فم الطفولة ومنبع الطهر ونداء البراءة هما الحلم الذي دعا آدم ليتقدم إلى حواء ويقدم كدح الأيام، والعناء والتعب ليحصل على مهر لها، وهما أيضاً الحكم الذي جعل حواء تنزل من عرش كبريائها لخدمة آدم من أجل طفل يحمل اسمهما غداً ويخلده بقاءه فانبثقت هذه الرغبة في قلب الكل حتى ذرفت الدموع ومدت الأيادي إلى الله سبحانه وتعالى، ومن ضمنهم الأنبياء؛ فهذا القرآن ينقل رغبة نبي من أنبيائه، ودعوة سجلها القرآن لترتل على مر العصور « وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين» (1). فيكلل الله ذلك الدعاء بأن يرزقه ولداً صالحاً. وكيف لا يدعو الأنبياء بهذا وقد جعلها الله بشرى لهم؟! فهذه ملائكة الرحمة تزف البشرى لنبيه إبراهيم عليه السلام بغلام فيقول تعالى: « فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم» (2).
(1) الأنبياء: 89. (2) الذاريات: 25.
ألم يجعل الله البنين زينة الحياة الدنيا فقال عز من قائل: « المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملا» (1). فماذا ينفع السلطان أو الوجاهة أو المال من غير ولد يملأ عليه حياته بهجة ومرحاً، ودون أن يسمع نداء الأبوة والأمومة؟ فماذا ينفع السلطان والمال أو ماذا تنفع الوجاهة من غير ولد؟ لكن أي ولد؟ هل هو مطلق الولد أم ذلك الذي يكون قرة عين لأبيه وأمه؟ قال تعالى: « والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما» (2). نعم، لا شك أن الولد الصالح هو الذي يكون مصداقاً لقرة العين. ألم يرسل الله رسولاً لكي يقتل ولداً خاف أن يرهق ويتعب والديه ليبدله بأخر صالح؟ قال تعالى: « حتى إذا لقيا غلاماً فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئاً نكرا» (3). وفي معرض الجواب عن هذا الاستفسار يقـول الله تعالى فـي آيـة أخـرى: « فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحماً » (4)
1) الكهف : 46. (2) الفرقان : 74. (3) الكهف : 74. (4) الكهف : 80 ـ 81.
وهنا يقف الإنسان حائراً متخبطاً يبحث عن سبل النجاة التي ترفع عن كاهله عناء التجربة أو عظم المصيبة في درب حياته، يريد أن يحصل على فلذة الكبد وبغية الفؤاد خالياً من الشوائب. يسعد به ويستند عليه أو يجعله عصا لأيامه. ويزداد الإنسان تخبطاً وحيرة عندما يرى أناساً في غاية الكمال الدنيوي وقد نكس رؤوسهم أبناؤهم، ويشاهد فقراء يسعون للحصول على لقمة العيش قد رفعت أعناقهم وشامخت الجبال طولاً لرفعة أبنائها. فما سر هذه الظاهرة يا ترى؟ هل هي مجرد حظوظ أم هناك ضوابط يجب أن تراعى ويسار عليها؟ لذا حاولنا بكل ما أوتينا من قدرة وتوفيق أن نستلهم من بيت النبوة الإجابة على كل ما يدور في الخاطر، ويجول في الذهن من غرر حكمهم ودررهم المنثورة في أوساط أمهات الكتب. وعقدنا بها مختصراً يحاول أن يساعد القارىء الكريم على فهم أسرار هذه المراحل وبشكل مبسط حتى لا يسأم قارؤه منه، ولا يمل مراجعته. فقسمنا هذا الكتاب إلى عدة أقسام : القسم الأول: قبل الحمل. القسم الثاني: أثناء الحمل. القسم الثالث: بعد الحمل. وبالله نبدأ وبه نستعين. | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: مدخل 19th أغسطس 2009, 4:35 am | |
| وقد لا تدوم تلك السعادة طويلاً حينما يجد المرء الحسرة في فؤاده، والألم في قلبه وهو يرى ابنه قد تخلف عن ركب المتفوقين والمتميزين في عالم الطفولة. فأين ولده من طفل يحفظ القرآن بأجمعه عن ظهر قلب؟ أين طفله من ذلك الفتى الذي يقف في مجلس الخلفاء ليدلي لهم بالنصح؟ وأين ولده من المخترعين المتفوقين؟ فهل هنالك سر يجعل هذا أذكى من ذلك، أو ذاك أعقل من هذا؟ قد تقول: إنه موهبة أو رزق من الله لا شيء آخر، ولكن الحق هو أنه يوجد شيء آخر وهو يتوقف عليك آنفاً أكثر من ولدك. وذلك لأننا في عالم الأسباب والمسببات؛ فقد ذكر الله عن ذي القرنين كيف استطاع أن يحقق ما عجز عنه غيره أنه مكن في الأسباب وأنه اتبعها. قال تعالى: « إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا * فأتبع سببا» الكهف : 84 ـ 85. ولا شك أننا في عالم العلل والمعلولات وأن الأمور تجري وفق نظام متكامل لا يمكن تغيره، قال تعالى: « فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا» فاطر : 43. فمن عرف سنة الله وكيف يدبر الله الأمور تمكن من تحقيق ما يرغب فيه وفق نظام سماوي، ولا سيما في كونه سنة لا تتغير ولا تتحول. ومما يؤيد ذلك ما جاء في البحار عن الحسين بن خالد عن إسحاق قال: «قلت لأبي عبدالله عليه السلام: الرجل آتيه أكلمه بعض كلامي فيعرف كله، ومنهم من
آتيه فأكلمه بالكلام فيستوفي كلامي كله ثم يرده علي كما أعطيته، ومنهم من آتيه فأكلمه فيقول: أعد علي. فقال: يا إسحاق أو ما تدري لم هذا؟ قلت: لا. قال: الذي تكلمه ببعض كلامك فيعرف كله فذاك من عجنت نطفته بعقل. وأما الذي تكلمه فيستوفي كلامك ثم يجيبك على كلامك فذاك الذي ركب عقله في بطن أمه. وأما الذي تكلمه بالكلام فيقول أعد علي فذاك الذي ركب عقله فيه بعدما كبر فهو يقول أعد علي». (1) أما كيف يتوقف الأمر عليك أكثر من ولدك ؟ ففي معرض الجواب نقول: أولا: إن العقل هو وجود مجرد ونور خلقه الله ليتعقل الإنسان به الكمالات والخير، ويحذر الشرور والسيئات. وقد ذهب بعض سلاطين العلم المعقول والمنقول في معنى العقل بأنه : «مخلوق من النور المنبسط، والفيض الإشراقي، ومع أن جميع دار التحقق ظهور للفيض المنبسط وتجل للفيض الإشراقي؛ فاختصاص العقل الأول أو جميع العقول به لعله لإفادة هذا الطلب أن العالم العقلي هو التجلي التام، وأدل تجل لهذا الفيض ولسائر الموجودات وسائط ووسائل ومن هذه الجهة هي أنوار مختلطة بالظلمات على حسب القرب والبعد والقلة والكثرة.. ». وذكر مطالب كثيرة وعميقة ذكرها يخرجنا عن موضوعنا فتركها لمحلها. ثانياً: إن الإنسان عندما يريد أن يغشى أهله ويقاربهم ينزل من الرتبة الإنسانية إلى الرتبة الحيوانية وهي حضيض المادة وتعلق بها، وهو بهذه
(1) البحار، ج 1 ، ص 97، ح رقم 10 .
الحالة قد ابتعد عن مصدر الفيوضات الكمالية إلا إذا لم يجعل من عملية الجماع عملية بهيمية بحتة، وجعلها مقترنة بذكر الله محققة لإرادته فلا تخرج من حيز استقبال الفيض حينئذ. فقد قال تعالى: « واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً» (1) فإذا شارك الشيطان ـ وهو الجهل والظلام ـ الرجل في نطفته فكيف يمكن الحصول على العقل والنور في النطفة؟ وقد ذكر فخر العلماء في كتابه (جنود العقل والجهل) ما هذا نصه: «ان حقيقة الجهل الكلي بالمقارنة مع العقل الكلي عبارة عن الوهم الذي هو العالم الكبير الذي يميل بالنفس إلى الشر والكذب والخطأ والفساد، والأوهام الجزئية في العوالم النازلة هي نازلة تلك الحقيقة الباطلة، ولعل الحديث المشهور للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : «إن الشيطان يجري مجرى الدم في ابن آدم» إنما هو إحاطة الوهم الكلي بالأوهام الجزئية، أو إشارة إلى الأوهام الجزئية إنما هي نتائج ومظاهر إبليس الكبير». فإذا تقرر هذا نقول: إن العقل والجهل أو النور والظلام أمران متقابلان لا يجتمعان في وقت واحد، وحقيقة كل وجود منهما طاردة للوجود الآخر مانعة من تحقق ثبوته، ووجود أحدهما راجع إلى وجود علته التابعة لإرادة الفاعل المختار في فعله، وحيث إن المعلول لا اختيار له في تحققه وإن وجوده قهري له بعد ثبوت المقدمات والعلل الواجبة لوجوبه، فيكون الطفل في بداية تكوينه مسلوب القدرة والاختيار، وإن العلل المباشرة لوجوده هي والديه فيكون الأمر راجعاً لهما متوقفاً عليهما . (1) الإسراء: 64.
نقول: فهما اللذان بإمكانهما ان يعطيا ابنهما العقل، أو يؤخرا عليه هذه النعمة. وهذا الذي نحاول أن نتناوله في البحث. | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: المرحلة الأولى 19th أغسطس 2009, 4:39 am | |
| المرحلة الأولى
اقتضت الحكمة الإلهية أنه لوجود مخلوق جديد لابد أن يكون عبر علاقة بين رجل وامرأة ينتج من خلالها مخلوق آخر لهما بإذن الله، ولما كانت الشرائع السماوية تسمو لخلق جيل صالح فقد وجهت جل اهتمامها لتهيئة هذا المخلوق الجديد الذي يهيء للمجتمع المناخ والأسباب التي تدعوه إلى الصلاح. وأول هذه الأسباب هو اختيار الأب والأم لهذا المولود، والذي يعد النواة الأولى لتكوينه. لذا نجد أن كثيراً من الروايات تركز على هذه النقطة وتعطيها من الأهمية الشيء الكثير. فأنت أيها الشاب، وأنت أيتها الفتاة. قبل أن تقررا الارتباط عليكما أن لا تفكرا في نفسيكما فقط بل في أولادكم في المستقبل. وأن تسأل أيها الشاب نفسك: هل هذه الفتاة تصلح لأن تكون أماً لأولادك مربية لهم أم لا؟ وأنت أيتها الفتاة لابد أن تسألي نفسك هذا السؤال أيضاً: هل هذا يصلح لأن يكون أباً لأولادك أم لا؟ هناك ضوابط كثيرة تحدد المعايير التي يجب أن تطبق، والتعرض لها يخرجنا عن هذا المختصر.
اقتضت الحكمة الإلهية أنه لوجود مخلوق جديد لابد أن يكون عبر علاقة بين رجل وامرأة ينتج من خلالها مخلوق آخر لهما بإذن الله، ولما كانت الشرائع السماوية تسمو لخلق جيل صالح فقد وجهت جل اهتمامها لتهيئة هذا المخلوق الجديد الذي يهيء للمجتمع المناخ والأسباب التي تدعوه إلى الصلاح. وأول هذه الأسباب هو اختيار الأب والأم لهذا المولود، والذي يعد النواة الأولى لتكوينه. لذا نجد أن كثيراً من الروايات تركز على هذه النقطة وتعطيها من الأهمية الشيء الكثير. فأنت أيها الشاب، وأنت أيتها الفتاة. قبل أن تقررا الارتباط عليكما أن لا تفكرا في نفسيكما فقط بل في أولادكم في المستقبل. وأن تسأل أيها الشاب نفسك: هل هذه الفتاة تصلح لأن تكون أماً لأولادك مربية لهم أم لا؟ وأنت أيتها الفتاة لابد أن تسألي نفسك هذا السؤال أيضاً: هل هذا يصلح لأن يكون أباً لأولادك أم لا؟ هناك ضوابط كثيرة تحدد المعايير التي يجب أن تطبق، والتعرض لها يخرجنا عن هذا المختصر.
ولأن الأم لها أثر كبير من حيث الوراثة ، لذا نجد أهل البيت عليهم السلام يرفضون فكرة الزواج من المرأة المجنونة، أو التي بها تخلف عقلي كالحمقاء وغيرها. فعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: «سأله بعض أصحابنا عن الرجل المسلم تعجبه المرأة الحسناء أيصلح له أن يتزوجها وهي مجنونة؟ قال: لا ولكن إن كانت عنده أمة مجنونة فلا بأس بأن يطأها ولا يطلب ولدها». ونحن عندما نتأمل هذه الرواية نعرف أن علة عدم الإنجاب من المجنون هي إنجاب أطفال مشوهين، أو معوقين عقلياً فتبقى هذه الحالة في المجتمع وهذا الذي يثبته العلم الحديث. (يوجد جندي يدعى مارتن كاليك: كان قد أنجب طفلاً غير شرعي من فتاة ضعيفة العقل وأمكن تتبع 480 فرداً من ذراري هذه البنت في أجيال متعاقبة، ووجد أن من بينهم 63 شخصاً فقط يمكن اعتبارهم عاديين أما الباقون ففيهم حالات الصرع، والإجرام، والبغاء، والإدمان على الخمر، وضعف العقل، وغير ذلك. وبعد مدة من الزمان كان مارتن كاليك قد تزوج بفتاة عادية من أسرة طيبة. وأمكن تتبع 496 فرداً من ذراري هذه السيدة في طبقات الأجيال المتعاقبة. فكان لدينا مجموعتان من الأفراد تختلفان اختلافاً واضحاً في الأصل الوراثي من ناحية الأم. وعلى ذلك يمكن موازنتها بعضها ببعض. وقد وجد بين أفراد المجموعة الثانية أن عدد العاديين 491 فرداً نجح كثير منهم في الحياة نجاحاً ظاهراً، أما الخمسة الباقون ففيهم حالة ضعف عقلي واحدة وحالة استهتار جنسي وحالتا إدمان للخمر، وحالة جنون) (1).
1) Goddard the kallikak | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: المرحلة الثانية 19th أغسطس 2009, 4:42 am | |
| المرحلة الثانية
بعد أن يقع الاختيار الذي على أساسه يكون الزوجان قد قررا أن ينشئا أسرة تجمعهما تحت سقف واحد يظلهما الاتفاق والتفاهم، تنبثق الحاجة لديهما في أن يشرف حياتهما شخص جديد يكون نتاج الحب المشترك بينهما. وفي هذه الفترة يقرر الزوجان الوقت المناسب لاستقبال الطفل الجديد. هل هو في السنة الاولى من الزواج أو الثانية أو الثالثة أو غير ذلك؟ وكيف سيكون استقباله؟ وفي هذه المرحلة يحلق الزوجان في التصورات من رسم صورة الطفل، وشكله ومستقبله إلى غير ذلك، ونحن نقول للزوجين الذين يريدان أن يحل عليهما مولود جديد: إن الاستعداد له ليس عند ولادته بل قبل ولادته بمدة ليست بالقصيرة؛ وذلك لما تقرر سابقاً أن الطفل قد يرزق العقل في نطفته، وقلنا: إنه يتوقف على الوالدين. ونحن في هذه المرحلة نوضح ما يجب أن يسبق عملية اللقاء الجنسي بين الزوجين؛ فالحالة التي يجب أن يكون عليها الزوجان حالة التقرب إلى الله سبحانه وتعالى حتى لا يكون ذلك اللقاء محض لقاء شهواني ليس فيه لله من نصيب، ويكون الشيطان ـ والعياذ بالله ـ شريكاً في الولد. أما كيف يمكن أن يكون هذا اللقاء عبارة عن تحقيق إرادة الله سبحانه وتعالى ويكون العمل لله فبعدة أمور: 1 ـ أن يقصد من اللقاء تكثير الأرض بأشخاص يعتقدون بأنه لا إله إلا الله، أو لاطفاء الشهوة بالحلال حتى لا تنصرف النفس إلى الرغبة إلى الحرام والعياذ بالله.
2 ـ أن يكون الزوجان في حالة من الطهارة، والوضوء؛ لأنه ما دام على طهارة فهو في منزلة الماكث في المسجد. 3 ـ أن يصلي كلا الزوجين ركعتين لله سبحانه وتعالى قبل اللقاء، وإن ورد هذا الاستحباب في ليلة الزفاف. ولكن لا بأس به على كل حال من باب كونها عبادة وتقرباً إلى الله. 4 ـ أن يدعوا الله قبل الشروع في أي شيء بالدعاء المأثور عن الصادق عليه السلام حيث قال لبعض أصحابه : «إذا دخلت عليك أهلك فخذ بناصيتها، واستقبل القبلة وقل: (اللهم بأمانتك أخذتها وبكلماتك استحللت فرجها فإن قضيت لي منها ولداً فاجعله مباركاً سوياً، ولا تجعل للشيطان فيه شركاً ولا نصيبا)ً». 5 ـ أن يدعو الله سبحانه وتعالى ويسمي « بسم الله الرحمين الرحيم» حتى لا تقع الشركة مع الشيطان؛ فإن الذين لا يذكرون الله عند الجماع يكون الشيطان شريكاً لهم في النطفة فإذا شاركه فأي فلاح لهذا الولد؟! فعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ولا تجعل فيه شركاً للشيطان قلت: وبأي شيء يعرف ذلك؟ قال: ما تقرأ كتاب الله عزوجل: « وشاركهم في الأموال والأولاد»(1) ثم قال: إن الشيطان ليجيء حتى يقعد من المرأة كما يقعد الرجل منها، ويحدث كما يحدث الرجل، وينكح كما ينكح قلت: بأي شيء يعرف ذلك؟ قال: بحبنا وبغضنا فمن أحبنا كان نطفة العبد ومن أبغضنا كان نطفة الشيطان».
(1)الاسراء :64 .
وفي رواية أخرى يقول الشيطان للإمام علي عليه السلام في مكاشفاته : «فوالله لا يبغضك أحد إلا سبقت نطفتي إلى رحم أمه قبل نطفة أبيه». أقول: قد يكون الشيطان واقعاً هو القاذف بالنطفة في رحم المرأة من غير أن يرى، وقد يكون الشخص نفسه شيطانياً فتصير نطفته نطفة الشيطان وذلك إذا ابتعد عن حيز اللطف؛ فحاله كما أشارت بعض الروايات إلا أنه لا يزني المؤمن حين يزني وهو مؤمن، ولا يعصي الله حين يعصي وهو مؤمن. فعليه لسان الرواية أن الرجل في حال عدم ذكر الله لا يكون إلا شيطانياً في فعله فأثره الظلام والجهل والعياذ بالله. 6 ـ أن يسعيا قبل أي لقاء جنسي أن يكون صلباهما طاهرين من أكل الحرام فلا يأكلا ما فيه شبهة أو حراماً، فلعل النطفة تكون من الحرام فلا يكتب للولد الفلاح، أو النجاح والعياذ بالله. وليعلم أن الأصلاب لا تطهر من المحرمات إلا بعد أربعين يوماً. أي أنه ولمدة أربعين يوماً في حالة الخطر الذي يجب أن يتقي الجماع في أثنائها. ويكفيك أن تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما أراد أن يقصد نطفة فاطمة صلوات الله عليها اعتزل السيدة خديجة الكبرى أربعين يوماً، يصوم نهارها، ويقوم ليلها كل ذلك رعاية ومبالغة في الطهارة. وإذا كان حال رسول الله هكذا فما حالنا نحن إذاً ؟ 7 ـ أن يأكل الرجل قبل الوقت الذي يريد أن يقارب أهله السفرجل، وذلك حتى يتحول إلى نطفة؛ فإنه يحسن من شكل الولد الخارجي ويجعله جميلاً. عن الصادق عليه السلام وقد نظر إلى غلام جميل فقال: «ينبغي أن يكون أبو هذا أكل سفرجلاً ليلة الجماع» (1).
(1) مكارم الاخلاق : ص 374.
8 ـ أن ينظر الرجل إلى صورة شخص تعجبه من حيث الشكل وحسن المنظر، ويجعل صورته أمامه إن أمكن عندما يغشى أهله، وإن لم يمكن ذلك فليجعل همه وتفكيره فيه في أثناء اللقاء. فإن فعل ذلك يخرج الولد ـ إن شاء الله ـ شبيهاً لهذا الشخص. وهذا ما دلت عليه أسرار آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم . إذ روى إسحاق بن إبراهيم عن الرضا عليه السلام قال: «إنه الملك (بخت نصر) قال لدانيال أشتهي أن يكون لي ابن مثلك! فقال: ما محلي من قلبك؟ قال: أجل محل وأعظمه. قال دانيال: فإذا جامعت فاجعل همتك في. قال الإمام الرضا عليه السلام: ففعل الملك ذلك فولد ابن أشبه خلق الله بدانيال». (1) وهنا فرق بين أن يجامع الرجل زوجته بشهوة امرأة أخرى أو العكس بشهوة رجل آخر، وبين ما نحن فيه؛ ففي الصورة الأولى يخرج الولد مخنثاً مخبلاً، وفي الصورة الثانية يخرج شبيها بالمراد. فعن سعيد الخدري في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام أنه قال: «يا علي لا تجامع امرأتك بشهوة امرأة غيرك فإني أخشى إن قضي بينكما ولد يكون مخنثاً مخبلاً» (2)
(1) البحار : ج 14، ص 371. (2) الوسائل: ج 2 ، ص 252. | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: تاثير الأكل على النطفة 19th أغسطس 2009, 4:45 am | |
| لا شك أن للأكل أثره على النطفة أثراً واضحاً؛ إذ إن النطفة هي في حقيقتها خلاصة الغذاء الذي يأكله الإنسان، ومن الثابت أن لكل غذاء خاصية وأثراً خاصاً به؛ فتتشكل النطفة من تشكيل الغذاء وتأثيره عليها أشد من تأثير الطعام على الإنسان إذا بلغ إنساناً سوياً. ولا يقتصر الأثر على الناحية الشكلية فقط أو المادية بل على الناحيتين على حد سواء؛ فالمادية والمعنوية تتأثران بالغذاء، ولقد لوحظ انتقال صفات الحيوانات المأكولة إلى آكليها. لذلك نجد الإسلام قد وضع قوائم من الأطعمة والحيوانات لا يجوز أكلها نظراً إلى ما تخلف من الآثار السلبية، بل حتى التي يحل أكلها إذا عرض لها شيء يؤثر فيها يحرم أكلها، مثل الدواجن أو الحيوانات التي تتغذى على العذرة لا يجوز أكلها حتى تطهر. قال ابن خلدون: «أكلت الأعراب لحم الأبل فاكتسبوا الغلظة، وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة». لقد قام العلماء بإجراء تجارب كثيرة على الاطفال لمعرفة تأثير المغذيات على شخصيتهم وسلوكهم ؛ فانعدام وجود الفيتامين أو النشويات أو الأحماض الأمينية في الأطعمة أثر تأثيراً بالغاً على سلوك الأطفال. هذا وقد وجد أيضاً أن الرضاعة الطبيعية كان لها أثر أفضل بكثير من الرضاعة الاصطناعية . أضف إلى ذلك أنه قد ثبت أن أكل لحوم العجل
المحقون بمادة هرمونية (diebhy istiberterog) كان به تأثير على سلوك وشخصية الناس حيث زاد بهم عملية اللواط أو المساحقة. فإذا كان هذا حال من أعطي مادة هرمونية، فمن باب الأولى من كان بالذات فإن تأثيره أشد نكالاً وأقوى فعالية. فإذا تقرر ذلك لزم الوالدين من مراعاة نوعية الطعام الذي يأكلانه لسلامتهما ولسلامة أولادهم من الآثار الجانبية. ومن الضروري أن تعلم أن بقاء الغذاء يؤثر في البدن لمدة أربعين يوماً. عن الحسين بن خالد قال: «قلت لأبي الحسن عليه السلام إنا روينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: من شرب الخمر لم تحتسب صلاته أربعين يوماً. قال: فقال: صدقوا. قلت: كيف لا تحتسب صلاته أربعين صباحاً لا أقل من ذلك ولا أكثر؟ فقال: إن الله جل وعز قدر خلق الإنسان فصيره نطفة أربعين يوماً، ثم نقلها فصيرها علقة أربعين يوما، ثم نقلها فصيرها مضغة أربعين يوماً؛ فهو إذا شرب الخمر بقى في مشاشته أربعين يوماً على قدر انتقال خلقته. ثم قال عليه السلام: وكذلك جميع غذائه أكله وشربه يبقى في مشاشه أربعين يوماً» (1). وبهذا يظهر أن جمع الأغذية والتأثير لها يدوم أربعين يوماً، ومنه لا يمكن أن يعرج المصلي بصلاته وهو في حالة نجاسة؛ لذا فهي لم تصل إلى 1) الكافي: ج 6 ، ص 402.
ساحة القدس بل ليس لها قابلية العروج أصلاً فهو لم يصل فعلاً حتى تقبل، وإن لهذا الحديث مقاماً آخر. ولنعود إلى صلب الموضوع لننقل ما يقوله الدكتور سيد غياث الجزائري في كتابه : «إذا كانت نطفة الأب مسمومة حين الاتصال الجنسي فإن الجنين يوجد ناقصاً وعليلاً، وهذا التسمم ينشأ من تناول الأطعمة الفاسدة أو معاقرة الخمر. إذن يجب الاجتناب عن الاتصال الجنسي وحين التسمم والسكر بالخصوص» ص 152. وفي صفحة أخرى يقول: «لقد قام أحد الأطباء الحاذقين في أوربا بجمع إحصائيات دقيقة للنطف التي تنعقد في ليلة رأس السنة المسيحية فوجد 80% من الأطفال المتولدين من تلك النطفة ناقصوا الخلقة، وذلك لأن المسيحيين في هذه الليلة يقيمون أفراحاً عظيمة وينصرفون إلى العيش الرغيد والإفراط في الأكل والشرب ويكثرون من تناول الخمر .. » ص 154. يقول الدكتور كاريل في كتابه (طريق الحياة) : «إن سكر الزوج أو الزوجة حين الاتصال الجنسي بينهما يعتبر جريمة عظيمة؛ لأن الأطفال الذين ينشأون في ظروف كهذه يشكون في الغالب من عوارض عصبية ونفسية غير قابلة للعلاج». ومن الطبيعي أن يهتم الوالدان بالنطفة قبل انعقادها بأربعين يوماً ويولون لهذه المسألة أهمية كبيرة؛ وذلك لأن نطفتهما بداية مخلوق جديد سيخرج إلى حيز الوجود وهو مسلوب الإرادة والقدرة والاختيار، وهو في مثل هذا الحال سيحدد سعادته من شقائه ورزقه وعمره وكل الأمور المرتبطة به؛ فإذا كانت نطفته من الحرام ـ والعياذ بالله ـ كيف سيكتب له التوفيق؟!
لهذا فإن هذا المخلوق أحوج ما يكون للمساعدة من قبل والديه في مثل هذه الحالة، فإن بسط جناح الذل من الرحمة للوالدين وطلب الدعاء لهما لخصوصية التربية في الصغر حيث ينعدم القدرة عنده ويقع الاتكال الكلي على الوالدين فهو في وضع التقلب العنايتي للوالدين ينقل من مرحلة إلى أخرى والتي تنشأ قبل إيجاد نطفته من كونه إنساناً سوياً، قال تعالى : « واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا» (1). وهنا تجدر الإشارة إلى أنه حتى الرجل يجب أن يكون غذاؤه طاهراً من الحلال الخالص حتى بعد انعقاد النطفة في رحم امرأته. لا سيما إذا كان يريد أن يغشاها في فترة الحمل؛ لأن المادة المنوية تتحول إلى غذاء يتغذى عليه الطفل، وأما بالنسبة للمرأة فهو واضح جداً حيث يكون غذاء الطفل وشرابه من غذاء أمه وشرابها لذلك يلزم الاعتناء بهذه الأمور بشكل أكبر. ففي حديث طويل عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال: «ثم يبعث الله ملك الأرحام فيأخذها فيصعد بها إلى الله عزوجل فيقف منه ما شاء الله، فيقول: يا إلهي أذكر أم أنثى؟ فيوحي الله عز وجل إليه من ذلك ما يشاء ويكتب الملك، ثم يقول: إلهي أشقي أم سعيد؟ فيوحي الله عز وجل إليه ما يشاء من ذلك، ويكتب الملك فيقول: اللهم كم رزقه؟ وما أجله؟ ثم يكتبه ويكتب كل شيء يصيبه في بين عينيه ثم يرجع به فيرده في الرحم، فذلك قول الله عز وجل: « ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها»» (2).
1) الاسراء 24. (2) البحار: ج 60 ، ص 340.
فيا أيها الزوجان إن ولدكما أمانة في أعناقكما؛ فإذا كنتما تريدان حياة طيبة لأبنائكم عليكما أن تطيبا طعامكما وشرابكما وتجعلاه من الحلال الذي لا شبهة فيه. | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: كيفية حصول الشبه 19th أغسطس 2009, 4:50 am | |
| كيفية حصول الشبه
وهذا البحث من أعقد الأبحاث إلى الآن في علم الوراثة، وهو كيفية تفسير اكتساب الولد الشكل الخارجي. فهو بين خمسة أمور: إما أنه يشبه أباه أو لا، أو يشبه أمه أو لا، أو أخواله أو لا ، أو أعمامه أو لا، والأخير أن يشبه شخصاً لا يمت له بصلة قريبة. العلم الحديث توصل إلى أنه يوجد في كل من مني الرجل وبويضة المرأة كروموسومات فيها عناصر الشبه بين الوالدين إما من الأم وإما من الأب، وهو يأخذ صفاته الوراثية منهما الشكلية، وحتى الخلقية القابلة للتوريث مثل الذكاء، والشجاعة، والجبن إلى غير ذلك ولكن لم يعرف على أي أساس يكون الشبه إلى الأب، أو إلى الأم! أو كيف يحدث؟ وهل باستطاعتنا التحكم في عناصر الشبه؟ وذلك لأن المادة المنوية هي عبارة عن مجموعة من الحيوانات المنوية، ولكل واحد منها حياته الخاصة والسيرة الخاصة، وهو عالم خاص مجموع من الأسرار تنطوي فيه. وواحد منها أو اثنين أو ثلاثة يقع في عملية ناجحة في التقليح من بين الملايين. هذا هو الذي توصل إليه العلم الحديث. أما أسرار آل محمد فقد أعطت تفسيراً متكاملاً عن كيفية حصول الشبه للوالدين، أو الأخوال، أو الأعمام أو غير ذلك . فأنت تستطيع أن تحدد شبه ولدك لك أو لزوجتك أو أخواله أو أعمامه بمراعاة أمرين:
الأمر الأول: إذا أراد الرجل أن يكون الولد شبيهاً لأحد والديه فما عليه إلا أن يغشي أهله وهو في حالة من الاستقرار والهدوء. الأمر الثاني: إذا أراد الرجل أن يكون الولد شبيهاً لأعمامه، أو أخواله فما عليه إلا أن يقارب أهله وهو في حالة الاضطراب أي مرهق ومتعب لا خائفاً ولا وجلاً. سأل رجل أميرالمؤمنين عليه السلام عن الولد ما باله تارة يشبه أباه وأمه، وتارة يشبه خاله وعمه؟ قال للحسن : «أجبه». فقال الحسن عليه السلام : «أما الولد فإن الرجل إذا أتى أهله بنفس ساكنة وجوارح غير مضطربة اعتلجت النطفتان كاعتلاج المتنازعين؛ فإن علت نطفة الرجل نطفة المرأة جاء الولد يشبه أباه، وإن علت نطفة المرأة نطفة الرجل أشبه أمه؛ أما إذا أتاها بنفس مزعجة وجوارح مضطربة غير ساكنة اضطربت النطفتان فسقطتا عن يمنة الرحم ويسرته، فإن سقطت على عروق الأعمام والعمات فيشبه أعمامه وعماته، وإن سقطت عن يسرة الرحم سقطت على عروق الأخوال والخالات فيشبه أخواله وخالاته. فقام الرجل وهو يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته». علق صاحب البحار على الرواية ما هذا نصه: «أقول: يحتمل أن يكون المراد أنه إذا لم تضطرب النطفة تحصل المشابهة التامة، لأن المني يخرج من جميع البدن فيقع كل جزء موقعه، وإذا اضطربت حصلت المشابهة الناقصة فيشبه الأعمام إذا كان الأغلب مني الرجل لأنهم يشبهون الأب مشابهة ناقصة، وإن غلب مني الأم أشبه الأخوال كذلك . . . . ومعنى العلو في الرواية كما عليه بعض المحققين أنه سبوق إلى الرحم سواء كانت مني الرجل أو بويضة المرأة؛ فإذا أراد الزوج أن يخرج الولد شبيها بأخواله، أو خالاته، أو أمه، عليه أن يكثر المداعبات وخصوصاً غمز الثديين كما جاء عن الإمام الرضا عليه السلام: «الأمر قبل الجماع بالمداعبة والتقبيل وتغميز الثديين، لأن ماء المرأة يخرج من ثديها، وشهوتها في وجهها فالتقبيل طلباً للشهوة حتى تريد هي منك ما تريد أنت منها، وأما تغميز الثديين فطلباً لنزول مائها حتى يتخلق من المائين؛ لأن البنت إذا تخلقت من ماء الرجل وحده تكون سليطة تشبه الرجال بالأوصاف». وكان العرب إذا أرادوا تشبه الأولاد بهم عمدوا إلى مواقعة النساء وقت الرحيل لكثرة مشاغل نسائهم فلا يردن ذلك الأمر، بخلاف الرجال فيكون الولد شبيهاً لأبيه ولذلك أنشدوا: فمن حملن به وهن عواقد حب النطاق فشب غير هبل
اتصاف المولود بصفات مغايرة لذويه:
تقدم البحث عن كيفية اتصاف الولد بصفات أحد والديه، أو الأقرباء. ولكن قد يصادف أن يكون الولد مغايراً كلياً لصفات ذويه فما هو تفسير ذلك؟
| |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: كيفية حصول الشبه 19th أغسطس 2009, 4:51 am | |
| يوجد اتجاهان: الاتجاء الأول: وهو أن تكون المرأة ـ والعياذ بالله ـ قد مارست الزنا، وجامعت رجلاً بصفات غريبة جداً عنهما (الزوجان) كأن تجامع المرأة البيضاء رجلاً أسود أو العكس. وهذا خارج عن محل بحثنا. الاتجاء الثاني: والذي يسعى أن يعطي هذه الظاهرة صورة علمية ومنطقية. اختلفوا في التفسيرات، فهنا ثلاثة تفسيرات نحاول عرضها بشكل مختصر قد تعرض لها الشيخ محمد تقي فلسفي في كتابه (الطفل بين الوراثة والتربية) وقال:
«كثيراً ما نشاهد طفلاً أشهب العينين أشقر الشعر أبيض البشرة ذا هيكل غربي تماماً، في حين أن أبويه يملكان عيوناً سوداً وشعراً أسود وبشرة سمراء وهيكلاً شرقياً تماماً، إن هذه التغيرات التي تخالف السر الطبيعي لقانون الوراثة يمكن أن تستند إلى المتغيرات الأولية والفجائية للجينات .. ومنشأ هذا كله راجع إلى الطفرة، ولكن العلوم البشرية لم تتوصل بعد إلى العلل الواقعية لأفعال هذه الطفرات الحاصلة، اللهم إلا مجرد بعض النظريات والاحتمالات الفارغة . . .» (1). النظرية الأولى: ترجع هذه الطفرة أو التغيير المفاجىء إلى بعض أشعة الطبيعة كإشعاعات الأرض المتصلة بالقوة الناقلة لأمواج الاديو في التربة، أو إشعاعات الهواء الناشئة من الشمس أو إلى غير ذلك من الإشعاعات. النظرية الثانية: وجود الجينات الصانعة للصفات الجديدة في خلايا الأجيال السابقة بصورة مضمرة وظهورها عند حصول الشروط المساعدة لها. أقول: وإن كنا نتفق مع هذه النظرية من حيث النتيجة، لكن نختلف معهم من حيث الاستدلال عليها؛ فهم يقولون : بأن الإنسان فيه صفات مختفية من حيث الآباء اختفت في الأبناء ثم ظهرت في واحد منهم، فالمجرم يعرف إلى صورة الشكل فاندفاع الجبهة إلى الأعلى وحدة الأذن وعدم التصاق تماماً إن هذه العلامات كانت في آبائه السابقين المجرمين. النظرية الثالثة والمختارة: وهي عبارة عن تبني الرأي النبوي للموقف، وأن حدوث ذلك هو من الجينات أنفسها والتي عبرت عنها الرواية بالعرق، أي أن عامل الوراثة قد ظهر من أثر الأجيال السابقة التي لم يلحق عليها الوالدان فيعتقدان الغرابة من حيث الصفات للمولود. 1) ج1 ، ص62 .
عن أبي جعفر عليه السلام قال: «أتى رجل من الأنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هذه ابنة عمي وامرأتي لا أعلم منها إلا خيراً، وقد أتتني بولد شديد السواد منتشر المنخرين جعد قطط أفطس الأنف، لا أعرف شبهه في أخوالي ولا أجدادي. فقال لامرأته: ما تقولين؟ قالت: لا والذي بعثك بالحق نبياً ما قعدت مقعده منذ ملكني أحداً غيره. قال: فنكس رسول الله رأسه ملياً ثم رفع بصره إلى السماء ثم أقبل على الرجل فقال: يا هذا إنه ليس من أحد إلا وبينه وبين آدم تسعة وتسعون عرقاً كلها تضرب في النسب. فإذا وقعت النطفة في الرحم اضطربت تلك العروق تسأل الله الشبه لها فهذا من تلك العروق التي لم تدركها أجدادك وأجدادك، خذي إليك ابنك. فقالت المرأة: فرجت عني يا رسول الله». وهنا يكتفي الفلسفي وغيره عنده هذه الرواية التي تشير إلى أن هذه الطفرة لم تنشأ من عنصر غريب عن الزوجين بل هو منهما. ولكن يبقى السؤال وهو ما هو المفعل لظهور هذه الطفرة وما منشؤها؟ علمنا أن العرق دساس وأنه قد يكتسب الصفات الوراثية البعيدة. ولكن ما هو تفسير هذه الظاهرة؟ في معرض الجواب نقول: أولاً: لقد ثبت علمياً أن المادة المنوية تحتوي على ثلاثمائة مليون حيواناً منوياً، يعني لو كانت هناك قابلية تلقح كل هذه الحيوانات بأي طريقة كانت لكان عندنا ثلاثمائة مليون إنساناً له صفات خاصة تخصه تختلف عن الآخر. ثانياً: إن تلقيح حيوان واحد من ثلاثمائة مليون دون غيره له سر خاص منشؤه الإرادة الإلهية في المقام الأول، وفي المقام الثاني أن المفعل لهذا
الحيوان هو الحالة النفسية التي يكون فيها الزوجان والتي عبرت عنها النظرية الثانية ظهورها عند حصول الشروط المساعدة لها. هذه الشروط هي الحالة النفسية وبالخصوص الحالة التخليلية للزوجين أثناء الجماع. فقد ذكرنا في بداية الكتاب أن النظر إلى صورة شخص، أو صب الاهتمام في شخص معين يؤثر في تشكيل الشخص على حسب المراد، ولا ننتظر الطفرة لتحدث. فقد ذكر صاحب (البحار) تعليقاً على الرواية السابقة التي جرت بين دانيال وبخت نصر ما هذا نصه: «أقول: ذكر الاطباء أيضاً أن للتخيل في وقت الجماع مدخلاً في كيفية تصوير الجنين. قال ابن سيناء في القانون: قد قال قوم من العلماء ولم يعدوا عن حكم الجواز: إن من أسباب الشبه ما يمثل حال العلوق في وهم المرأة والرجل من الصورة الإنسانية تمثلاً متمكناً» انتهى. وقال بعضهم: «تصور رجل عند الجماع صورة حية فتولد منه طفل كان رأسه رأس إنسان وبدنه بدن حية» (1). ومما يعضد ذلك، أن إحضار الصورة وقت اللقاء الجنسي يؤثر في المشابهة، ما رواه المجلسي في بحاره عن أبي عبدالله عليه السلام وهو يتحدث عن قصة نبي الله شعيب وموسى. قال: «فلما قضى موسى الأجل لشعيب: قال لا بد لي أن أرجع إلى وطن أمي، وأهل بيتي فمالي عندك؟ فقال شعيب أما وضعت أغنامي في هذه السنة من غنم بلق (بلق سواد وبياض) فهو لك.
(1)البحار : ج60 ، ص367 .
فعمد موسى عندما أراد أن يرسل الفحل على الغنم إلى عصاه فقشر منه بعضه وترك بعضه وغرزه في وسط مربض الغنم وألقى عليه كساء أبلق ثم أرسل الفحل على الغنم فلم تضع الغنم تلك السنة إلا ابلقاً . . .» (1). وأيضاً مما يدعم هذا الاستنتاج وهذا الرأي ما نجده في حكم الإمام علي عليه السلام، وقوله عندما جيء بامرأة إليه قد ولدت ولداً أسود الوجه وكان والداه يتصفان بالبياض. زوجها رفع عليها دعوة بأن هذا الولد ليس له، نظر الإمام علي إلى المرأة وإلى حديثها فوجد صدق اللهجة، وأنها امرأة عفيفة. بعد أن سمع حديثهما حكم بأن الولد للرجل. ثم قال الإمام للرجل: ألم يوجد في الغرفة التي انعقدت النطفة فيها صورة سواد؟ قال الرجل ولماذا؟ قال الإمام علي : إذا توجه الرجل والمرأة في أثناء انعقاد النطفة إلى صورة. هذا التوجه يؤثر على النطفة. وولدك أصبح أسـود بسبـب توجهكـم إلـى الصـورة السـوداء (2). وليس الأثر للعرق الدساس فقط أو الوراثة البعيدة أو القريبة، بل قد يحصل تشابه حتى مع الغرباء الذين لا ربط لك بهم، وهذا نادر وإليه تشير الأمثال الشعبية (يخلق من الشبه أربعين). والأصرح في ذلك كله والمؤيد له قول أبي عبدالله عليه السلام حيث قال: «تبارك وتعالى إذا أراد أن يخلق خلقاً جمع كل صور بينه وبين أبيه آدم، ثم خلقه على صورة أحدهـم فلا يقولن أحد هذا لا يشبهني ولا يشبه شيئاً من آبـائي» (3).
(1) البحار: ج 13 ، ص 27. (2) تربيت فرزند از إسلام ص 65. (3) البحار: ج 60 ، ص 340.
كما تجدر الإشارة إلى أن الفضاء والمكان الذي يقع فيه اللقاء الجنسي يجب أن يكون مكاناً خالياً من المعاصي بعيداً عن آثارها وظواهرها؛ لأن ذلك يؤثر في الزوجين مما يلزم أن يقع ذلك الأثر على الجنين بصورة غير مباشرة، وهناك أحكام كثيرة في مثل هذا الأمر نتطرق لها حسب المقام ـ إن شاء الله ـ أو تفصيلاً في محله. وهنا نكتفي بالحديث عن هذه المسألة رعاية للاختصار الذي ألزمنا أنفسنا به.
| |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: تعجيل الولادة ورفع العقم 19th أغسطس 2009, 5:02 am | |
| تعجيل الولادة ورفع العقم إن من غايات الزواج هي النسل وتكثير قول (لا إله إلا الله)، ولكن قد تشاء القدرة الإلهية من جعل الرجل، أو المرأة عقيماً لا يرزق الخلف. وذلك لحكمة اقتضاها علم الله، أو قد تتأخر عنه الذرية لا لشيء سوى قدرته، وعلمه بحقائق الامور قال تعالى: « أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير» (1). ومع ذلك فتح الله الباب على مصراعيه فلم يجعله مسدوداً على العباد، بل حثهم على طلبه والتوسل إليه؛ فإن أكرم الأكرمين لا يرد أحداً خائباً لا سيما إذا أكثر الطلب والح فيه، وإنه لا يوجد لديه سبحانه وتعالى مستحيل بل أمره إذا أراد أن يقول له كن فيكون . فهذا زكريا عليه السلام قد دعا ربه بأن يهبه ذرية طيبة مع ما بلغ من الكبر وكانت زوجته عاقراً لا تلد ومع ذلك لم ييأس من الاستجابة. قال تعالى: «هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء * فنادته الملآئكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيدا وحصوراً ونبياً من الصالحين * قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء». (2)
(1) الشورى: 50. (2) آل عمران: 28 ـ 40.
ولذلك عندما استفهم زكريا من الله كيف يرزقه الذرية على ما به وبزوجته جاء الجواب الإلهي، قال تعالى: « قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً». (1) وفي قصة نبي الله ابراهيم عليه السلام مع ضيفه المكرمين عندما بشروه بغلام عليم قال تعالى: « فاقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم * قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم» (2). فإذا تأملنا هذه الآيات جيداً نجد الجواب يأتي من قبل الله عزوجل بأن الله يفعل ما يشاء، وأن هذا الأمر عليه هين، وإنه حكيم عليم. فإذا عرفنا أن الله يفعل ما يشاء ولا يقف شيء حاجزاً لمشيئة الله عن حدوث ذلك الشيء إلا عدم المشيئة، فلنسع في الحث والطلب من الله أن يشيء لا سيما أن هذه الإشاءة عليه سبحانه وتعالى هينة غير عسيرة، وما يؤخرها سوى حكمته، وعلمه بمصالح الأمور وأفضلها للعباد. فلندعه بأحسن حال ويتلطف علينا بالإجابة، وأن يرزقنا الذرية الصالحة الطيبة. ولا سلاح لذلك إلا الدعاء؛ فالدعاء يغير ما هو مثبت في اللوح المحفوظ « وعنده أم الكتاب» « يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب» (3). لذلك نجد أهل البيت صلوات الله عليهم أرشدونا إلى السبيل ولم ييئسونا من الذرية، بل حثونا على السعي والطلب في الطريق الذي من خلاله يحصل الطالب على مبتغاه؛ فكما أن الدواء المادي طريق للعلاج كذلك الدواء الروحي طريق آخر للعلاج الروحي والمادي أيضاً. ومن هذه الأمور ما يلي:
(1) مريم: 9. (2) الذاريات: 29 ـ 30. (3) الرعد: 39. 1 ـ أن يرفع صوته عالياً بالأذان في المنزل، ويكثر من ذلك. روى محمد بن راشد عن هشام بن إبراهيم «أنه شكا إلى أبي الحسن عليه السلام سقمه وأنه لا يولد له فأمره أن يرفع صوته بالأذان في منزله. قال: ففعلت فأذهب الله عني سقمي وكثر ولدي» (1). 2 ـ أن يكثر من الاستغفار ليلاً ونهاراً. شكا الأبرش الكلبي إلى أبي جعفر عليه السلام أنه لا يولد له وقال: «علمني شيئاً فقال: استغفر الله في كل يوم وفي كـل ليلة مائـة مـرة فـإن الله عزوجل يقـول: « استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموال وبنين . . » (2). 3 ـ أن يقول كل يوم إذا أصبح أو أمسى: سبحان الله سبعين مرة ويستغفر الله عشر مرات، ويسبح تسع مرات، وتختم العاشرة بالاستغفار. 4 ـ أن يصلي ركعتين بعد صلاة الجمعة ويطيل فيها الركوع والسجود ويدعو بالأدعية المأثورة، منها: 1 ـ «اللهم إني أسألك بما سالك به زكريا يا رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين. اللهم هب لي ذرية طيبة إنك سميع الدعاء. اللهم باسمك استحللتها وفي أمانتك أخذتها، فإن قضيت في رحمها ولداً فاجعله مباركاً ولا تجعل للشيطان فيه شركاً ولا نصيباً . . ». 2 ـ ما رواه أبو بصير عن أبي عبدالله عليه السلام: إذا أبطأ على أحدكم الولد فليقل: «اللهم لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين وحيداً وحشاً فيقصر شكري
(1) الوسائل: ج 21 ، ص 373. (2) الوسائل: ج 21 ، ص 368.
عن تفكيري، بل هب لي عاقبة صدق ذكوراً وأناثاً آنس بهم من الوحشة وأسكن إليهم من المودة، وأشكرك عند تمام النعمة يا وهاب يا عظيم يا معظم، ثم أعطني في كل عافية شكراً حتى تبلغني منها رضوانك في صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء العهد» (1). 3 ـ أن يقرأ قبل الجماع قوله تعالى: « وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانـك إني كنت من الظالمين» (2) إلى ثلاث آيات. وهناك كثير من الأدعية والصلوات المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين، فمن أرادها فليطلبها في محلها.
(1) الوسائل: ج 21 ، ص 368. (2) الانبياء: الآية 87.
| |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: انتخاب نوعية الولد 19th أغسطس 2009, 5:06 am | |
| انتخاب نوعية الولد
إن عملية انتخاب الولد ذكراً كان أو أنثى حلم من أحلام الزوجين لا سيما أن لكل شخص ميوله الخاصة به، والرغبة التي تؤثر عليه في اختيار جنس الولد ذكراً أو أنثى. ويمكن القول: إن هذه المسألة كانت منذ القدم تشغل بال الكثيرين ونتاج هذه الحاجة الماسة خرجت بعض الآراء التي لا تقوم على أساس علمي وما هي إلا نوع من الدجل والخداع، ومنها قام على أساس البحث والتحقيق، وإن لم يطابق الواقع 100% بل قاربها. ولله الحكمة البالغة. وقبل الخوض في الطرق نقدم مقدمات لابد منها. المقدمة الأولى: أن تحديد الجنس للمولود لا يخص الرجل وحده ولا المرأة وحدها، بل كلا الزوجين لقوله تعالى: « يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا» (1). فالآية تدل على كون خلقه تم عبر الاثنين وأن الزوجين الذكر والانثى لهما مدخلية في تكوين الجنس، وقال تعالى: « إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج» (2). و (الأمشاج) هو الاختلاط بين الماءين ماء الرجل وماء المرأة. المقدمة الثانية: أن المادة المنوية والبويضة هما عبارة عن قابل وفاعل؛ فالمني فاعل والبويضة قابلة للتأثر وكذلك البويضة. ولكن بصورة أضعف
(1) الحجرات : 13. (2) الإنسان: 2.
للفاعلية وحقيقتهما حيوانات لها وظائف خاصة تسير وفق نظام وضعه الخالق لتسير عليه. المقدمة الثالثة: أن هذه الحيوانات يؤثر فيها بعض الأمور من حيث تكوينها الذاتي، أو يؤثر عليها من حيث العرض كالأشعة أو غير ذلك. المقدمة الرابعة: في الرجل يتكون نوعان من الحيوانات الذكورية والتي يصطلح عليها ب (y) ومن ميزاتها صغر الحجم، والسرعة ، وضعف البقاء، والنوع الثاني الحيوانات الأنثوية ويصطلح عليها (x) ومن مميزاته كبر الحجم وطول البقاء. بخلاف بويضة المرأة التي لا تحمل إلا الحيوانات الأنثوية فقط (XX) ، ولكي ينتج ولد ذكر لا بد من أن يلقح حيوان المذكر (y) الحيوان المؤنث (X)، وإن لقح الحيوان المؤنث (x) بويضة المرأة فيخرج حتماً أنثى؛ لأنه يتكون من (X مذكر وXمؤنث) . المقدمة الخامسة: يفرز المهبل مادتين على نوع الحيوان المنوي عند الرجل: فالمادة الأولى: حامضية تقضي على الحيامين الذكورية مما تسبب القضاء عليه، وبقاء الحيوانات الأنثوية وهي تفرز ذلك قبل الإخصاب بثلاثة أيام تقريباً. المادة الثانية: المحيط الفلوي فهو يناسب من الحيامين الذكرية والأنثوية على حد سواء، ولكنها موجبة النفاذ إلى البويضة مما يؤدي إلى ذكورية الجنين، وتفرز ذلك قبل الإخصاب بيوم واحد أو ست ساعات على أقل تقدير. وإذا تقرر هذا نقول: يوجد لتحديد الجنس ذكر أو أنثى ثلاث طرق:
الطريق الاول: الاتكال على الله والتوسل اليه بالامور الموجبة لتيسيره بقوله« لله ملك السموات والارض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور ... » وهذه الاشياء متعلقة بمشيئته لأمور منها: الامر الاول: دخل رجل على الامام الصادق عليه السلام فقال: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولد لي ثمان بنات راس على راس ولم ار قط ذكرا. فقال الامام الصادق عليه السلام (اذا اردت المواقعة وقعدت مقعد الرجل من المراة فضع يدك اليمنى على يمين سرة المرأة واقراء «انا انزلناه في ليلة القدر» سبع مرات ثم واقع اهلك فانك ترى ما تحب . واذا تبينت الحمل فمتى ما انقلبت من الليل فضع يدك يمنة سرتها واقرا «انا انزلناه في ليلة القدر »سبع مرات). قال الرجل : ففعلت فولد لي سبع ذكور راس على راس وقد فعله غير واحد فرزقوا ذكورا. اقول : وقول الامام : (تضع يدك اليمنى على يمين سرة المراة ) ربما يشير الى ان البويضة الانثوية والتي تخرج من قالوب الايمن تساعد على الذكورية . وذهب الى هذا الراي كل من الفيلسوف (بارفيد) حيث اعلن «بان جنس الذكر يتكون من الطرف الايمن من الرحم بينما يتكون جنس الانثى في الطرف الايسر » (1) وايضا الدكتور (داوسون) ونظريته تقول :«اذا خرجت البويضة من المبيض الايمن فان الجنين سيكون حتما ذكرا والعكس يكون انثى » (2)
(1) ص26. (2) انتخب مولودك صبي او بنت.
فقراءة هذه الآيات بهذه الطريقة يفعل دور الحيوان الذكوري بإذن الله ويعطيه الإذن بتلقيح البويضة. هذا والله العالم . الأمر الثاني: عن أبي عبدالله قال لرجل يريد ولداً: « إذا رجعت إلى بلدك فأردت أن تأتي أهلك فاقرأ« وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» إلى ثلاث آيات فإنك سترزق ولداً إن شاء الله» (1). الأمر الثالث: أن ينوي أن يسمي ما في بطن امرأته محمداً أو علياً. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « من كان له حمل فنوى أن يسميه محمداً أو علياً ولد له غلام» (2). الأمر الرابع: وهو كثرة الاستغفار وقيل كل يوم سبعين مرة كلما كثر الاستغفار كان أفضل. الطريق الثاني: ما ذكره ابن سينا في (القانون) للحصول على الذكورية عدة نقاط ملخصها ما يلي: 1 ـ يجب على الزوجين أن يأكلا الأكل الذي فيه سخونة. 2 ـ أن يهجر زوجته من الجماع لكي تقوى الحيوانات المنوية عنده لا عن زهد فيها. 3 ـ أن يقارب أهله في حالة سرور وانبساط. 4 ـ أن يفكر في الذكور في أثناء اللقاء الجنسي ويتصـور الأقويـاء الأشـداء منهـم (3).
(1) الوسائل: ج 21 ، ص 373. (2) الوسائل: ج 21 ، ص 377. (3) القانون: ج 1 ، ص 568. وتبعه على ذلك الدكتور شتلز بأنه يجب أن يتوقف عن الجماع حتى وقت الإخصاب لما تقدم في المقدمة الخامسة، وأضاف إلى أنه يلزم أن ينزل الرجل في أثناء رعشة زوجته (إنزالها)، أو بعده لا قبلها كما يلزم قبل المقاربة على المرأة أن تغسل مهبلها بمحلول بيكربونات الصوديوم الموجود في الأسواق بكثرة، وذلك بأن تضع ملعقتين من هذه المادة في لتر واحد من الماء. ولكي يكون المولود أنثى يجب أن تغسل المرأة مهبلها بمحلول بالماء والخل الأبيض، وذلك بوضع ملعقتين من الخل من الماء وغسل الموضع بالمحلول. (1) الطريق الثالث: وهو يعتمد على نوعية غذاء الزوجين؛ فقد تقرر في المقدمة الثالثة أن الأغذية تؤثر على الحيوانات المنوية والبويضة، فلذا يؤمر الزوجان بالإكثار من بعض الأغذية والابتعاد عن آخرى لمدة لا تقل عن شهرين ونصف قبل فترة الحمل. فالزوجان اللذان يريدان الأناث عليهما أن يكثرا من الأطعمة الغنية بالكالسيوم والمغنيزيوم، ويبتعدان عن الأطعمة التي يوجد فيها صوديوم وأملاح. هذا الذي أحببنا أن نذكره باختصار شديد حتى لا يخرجنا عن المطلوب والمقصود الأساسي من الكتاب. | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: لا تأكلي هذا: 19th أغسطس 2009, 5:09 am | |
| الغذاء له الأهمية الكبرى في بقاء الإنسان حياً معافى، بحيث إن لكل طعام خصوصية تختلف عن الآخر بما يوجب مراعاة سلامة الإنسان في
(1) انتخب مولودك صبي أو أنثى: ص 56 ـ 57.
نوعية تناوله الأطعمة ؛ فنجد أنه في بعض الأمراض ينهى المريض عن تناول بعض الأطعمة لأنها تؤثر سلباً عليه، وهي لا تؤثر على غيره لخصوصية في المريض. هناك بعض الأطعمة نهى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المرأة في اسبوعها الأول من الزواج من تناولها لما لها من الآثار الوخيمة على المرأة نفسها وهي الألبان والخل والكزبرة والتفاح الحامض. وأما سر ذلك فما رواه سعيد الخدري قال: أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب لما زفت إليه فاطمة عليها السلام فقال: «وامنع العروس في أسبوعها الأول من الألبان والخل والكزبرة والتفاح الحامض من هذه الأشياء الأربعة. فقال علي عليه السلام: يا رسول الله ولأي شيء أمنعها هذه الأشياء الأربعة؟ قال: لأن الرحم تعقم وتبرد من هذه الأربعة أشياء. فقال علي عليه السلام: يا رسول الله ما بال الخل تمنع منه؟ قال: إذا حاضت على الخل لم تطهر أبداً بتمام، والكزبرة تثير الحيض في بطنها وتشد عليها الولادة، والتفاح الحامض يقطع حيضها فيصير داء عليها ». وبخلاصة نقول: كل غذاء أو شراب يؤثر سلباً على الوضع الطبيعي يجب الاجتناب عنه والاتقاء منه، وكل شيء من شأنه أن يفعل ويفيد من الأغذية كالبيض بالبصل أو أكل الهندباء فليداوم عليه. | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: المرحلة الثالثة 19th أغسطس 2009, 5:14 am | |
| المرحلة الثالثة
لا شك أن اللقاء الجنسي من حيث هو حدث مادي لابد أن يضمن الزمان الذي يقع فيه الحدث، والمكان الذي وقع فيه، والكيفية التي وقع بها. وكل هذه الأمور لها مدخلية على الزوجين وعلى الولد الذي يراد أن يؤتى به. ومن المسلم أن الحالة النفسية لها الأثر الأكبر في عملية الجماع؛ إذ من خلالها يتوقف على نجاح العملية بمقدار يفوق النصف من تقسيم اللقاء الجنسي، وتبقى الوظيفة المادية التي تكمل الدور المطلوب لإتمام الجماع على الصورة المطلوبة. والجماع يراد منه أمران: الأمر الأول: طلب النسل. الأمر الثاني: طلب الشهوة واللذة. ومن المعلوم أنه ليس كل لقاء يراد منه الإنجاب، أما الذي يراد من خلاله الإنجاب فيجب أن يكون الزوجان في أقرب حال ترضي الله سبحانه وتعالى. فكلما كان الزوجان في صورة الإنسانية لا البهيمية جاءتهما الإشراقات الإلهية، وكان الولد في وضع يتلقى تلك الإشراقات بقدر قابليته الذاتية التي حصل عليها من والديه. قال تعالى: « أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها» (1). بخلاف الذي تتكون نطفته بنحو الظلمانية والجهل؛ فإن مثل هذا لا يحصل على السعادة بل يكون شقياً في بطن أمه. 1) الرعد : 17.
ونحن سنذكر كل الأمور التي تكون مقربة لله سبحانه وتعالى والأمور التي زجر عنها، ونهى عنها نهياً شديداً بإذن الله. وقبل الخوض في صلب هذا الموضوع قد يطرق مخيلتك سؤال عندما تتعمق في هذا البحث والذي سيروي على مسامعك أن بعض الهيئات، أو الكيفيات تؤثر على نفس الجنين. وهو كيف نفسر ظاهرة كون أطفال أوربا وغيرها في غاية الصحة والجمال في حين أنهم لم يلتفتوا إلى هذه المستحبات ويتجنبوا عن المنهيات؟ في الجواب يقال: أولاً: إن الإرشادات التي جاءت بها الساحة المقدسة أمور إرشادية بمعنى تنبيهية وتعليمية سواء كانت تحذيرية أو غيرها. ثانياً: إن هذه الإرشادات جاءت توخياً من حدوث أمثال هذه الأمور، أي وقاية. والوقاية خير من العلاج، فقد يكون عند الأب أو الأم قابلية لحدوث أمر معين في وضع معين فتنشأ مثل هذه الحالة أو تلك. ولتوضيح ذلك أكثر نقول: قد يأمرك الطبيب بأن لا تمش تحت أشعة الشمس مدة طويلة، أولا تقف خارج البيت عند حدة الشمس فتصيبك ضربة الشمس؛ فإن كثيراً من الناس يخالفون هذه الأموار ولا يتعرضون للنتيجة بسرعة، ولكن قد يتعرض لذلك بعضهم من أبسط الأشياء. وحتى لا يقع ما لا يحمد عقباه ولا يحسن حدوثه، فيجب أن نتوخى ذلك. ثالثاً: لو اطلعت على حالات الولادة في الدول الأوربية لوجدت كثيراً من التشوهات الخلقية، أو الخلقية وذلك لعدم الالتزام ببعض الآداب . رابعاً: إن هذه الأوامر لها آثار روحية ومعنوية تؤثر في نفسية الطفل، والله ورسوله وأهل بيته أعلم من غيرهم بما يؤثر وما لا يؤثر. | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: وقت الجماع 19th أغسطس 2009, 5:19 am | |
| وقت الجماع
إن للوقت مدخلية كبرى في تأثيرها إيجابياً أو سلبياً على الأعمال. لذا تجد أن هناك أوقاتاً حسنة لعمل ما. ونفس هذا العمل في زمن آخر يقابل بعدم القبول والرضى؛ فملاحظة الأوقات التي يقع فيها حدث اللقاء الجنسي أيضاً له هذه الصفة. والشارع الإسلامي اعتنى بهذه المسألة اعتناء كبيراً فأخذ يحث على أوقات معينة وينهى عن أخرى. عن ضريس بن عبد الملك قال: «بلغ أبا جعفر عليه السلام أن رجلاً تزوج في ساعة حارة عند نصف النهار، فقال أبو جعفر عليه السلام : ما أراهما يتفقان، فافترقا». وعن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام: «أنه أراد أن يتزوج امرأة فكره ذلك أبوه، قال: فمضيت فتزوجتها حتى إذا كان بعد ذلك زرتها فنظرت فلم أر ما يعجبني، فقمت أنصرف فبادرتني القيمة الباب لتغلقه علي. فقلت : لا تغلقيه ، لك الذي تريدين. فلما رجعت إلى أبي أخبرته بالأمر كيف كان . فقال: يا بني إنه ليس عليك إلا نصف المهر، وقال: أنت تزوجتها في ساعة حارة» (1). فمن خلال هاتين الروايتين يظهر لنا أثر الزمان على الاستمرار في الحياة الزوجية وعدمه، وإن كانت الروايتان تشيران إلى أن إيقاع العقد في ساعة حارة موجباً للكراهية، فإنهما قد تدلان أيضاً بالدلالة الالتزامية على أن الرجل إذا واقع زوجته في ساعة حارة، وكان أول اللقاء بينهما يوجب عدم ركون النفس ونفورها
1) الوسائل: ج 20 ، ص 92.
من المقابل بسبب شوبه بالمنفرات الخارجية (الحر وما يسببه من ضيق وألم نفسي وتعب) ، مما يؤدي إلى عدم الراحة والسعادة فيؤثر سلباً على الزوج بالنسبة لزوجته؛ فتكون مظهر تشاؤم بالنسبة له فتزهد نفسه فيها، فيقع الطلاق والعياذ بالله. والالتزام بأوامر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته له من الأثر ما لا يخفى. الأوقات المنهي عنها:
وهي كالتالي: (هي من وصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي): أولاً: «يا علي لا تجامع امرأتك في أول الشهر ووسطه وآخره؛ فإن الجنون والجذام والخبل يسرع إليها وإلى ولدها». وفي رواية أخرى عن الصادق عليه السلام قال: «فليسلم لسقط الولد». ثانياً: «يا علي لا تجامع امرأتك بعد الظهر؛ فإنه إن قضي بينكما ولد في ذلك الوقت يكون أحول». ثالثاً: «لا تجامع امرأتك في ليلة الفطر؛ فإنه إن قضي بينكما ولد يكون له ستة أصابع أو أربعة». رابعاً: «لا تجامع امرأتك بين الأذان والإقامة؛ فإنه إن قضى بينكما ولد يكون حريصاً إلى إهراق الدماء». خامساً: «لا تجامع امرأتك في ليلة النصف من شعبان؛ فإن قضى بينكما يكون مشؤوماً ذا شامة في وجهه». سادساً: «لا تجامع أهلك في آخر درجة منه إذا بقي منه يومان؛ فإنه إن قضي بينكما ولد يكون عشاراً أو عوناً للظالم فيكون هلاك قيام من الناس على يديه».
سابعاً: «إذا خرجت في سفر فلا تجامع أهلك تلك الليلة؛ فإنه قضي بينكما ولد ينفق ماله في غير حق». ثامناً: «لا تجامع أهلك إذا خرجت إلى سفر مسيرة ثلاثة أيام ولياليهن؛ فإنه إن قضي بينكما ولد يكون عوناً لكم ظالم». تاسعاً: «لا تجامع أهلك في أول ساعة من الليل؛ فإنه إن قضي بينكما ولد لا يؤمن أن يكون ساحراً مؤثراً لدنياه على آخرته». عاشراً: «لا تجامع ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس». الحادي عشر: «وكل آية سماوية من زلازل وكسوف وخسوف ورياح شديدة . . . الخ». والعلة في ذلك أنه في وقت الاضطراب الشديد تكون حالة الزوجين النفسية غير سوية، فيؤثر على حالتهما الجنسية مما تؤثر أيضاً على النطفة فتؤثر على الولد بالنتيجة. الثاني عشر: «لا تجامع امرأتك بشهوة امرأة غيرك؛ فإني أخشى إن قضي بينكما ولد أن يكون (مخنثاً مخبلاً)». | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: الأوقات المستحبة للجماع: 19th أغسطس 2009, 5:22 am | |
| أولاً: عليك بالجماع ليلة الاثنين، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون حافظاً لكتاب الله راضياً بما قسم الله عزوجل له. ثانياً: إن جامعت أهلك ليلة الثلاثاء فقضي بينكما ولد؛ فإنه يرزق الشهادة بعد شهادة: أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولا يعذبه الله مع المشركين، ويكون طيب النكهة من الفم رحيم القلب سخي اليد طاهر اللسان من الغيبة والكذب والبهتان.
ثالثاً: إن جامعت أهلك ليلة الخميس فقضي بينكما ولد يكون حاكماً من الحكام أو عالماً من العلماء. رابعاً: وإن جامعتها يوم الخميس عند زوال الشمس عن كبد السماء فقضي بينكما ولد، فإن الشيطان لا يقربه حتى يشيب ويكون فهماً ويرزقه الله السلامة في الدين والدنيا. خامساً: وإن جامعتها ليلة الجمعة وكان بينكما ولد؛ فإنه يكون خطيباً مفوهاً. سادساً: وإن جامعتها في ليلة الجمعة بعد العشاء الآخر، فإنه يرتجى أن يكون من الابدال إن شاء الله. سابعاً: وإن جامعتها يوم الجمعة بعد العصر فقضي بينكما ولد يكون معروفاً مشهوراً عالماً. ثامناً: أول ليلة من شهر رمضان لقوله تعالى: « أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسآئكم» . تاسعاً: إتيان الزوجة عند ميلها (الرواية طويلة في حادثة بين الرسول والحولاء). عاشراً: إتيان الزوجة لمن نظر إلى أجنبية فأعجبته. عن علي عليه السلام قال: «إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله؛ فإن عند أهله مثل ما رأى فلا يجعلن للشيطان عليه سبيلاً يصرف بصره عنها. فإذا لم يكن له زوجة فليصل ركعتين ويحمد الله كثيراً وليصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يسأل الله من فضله فإنه له من رأفته ما يغنيه» (1).
(1)الوسائل : ج20 ، ص 106 . | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: الكيفية الممنوع عنها في الجماع 19th أغسطس 2009, 5:26 am | |
| أولاً: «لا تتكلم عند الجماع؛ فإنه إن قضي بينكما ولد لا يؤمن أن يكون أخرس». ثانياً: «لا ينظرن أحد في فرج امرأته وليغض بصره عند الجماع؛ فإن النظر إلى الفرج يورث العمى في الولد». ثالثاً: «من كان جنباً في الفراش مع امرأته فلا يقرأ القرآن؛ فإني أخشى عليهما أن تنزل نار من السماء فتحرقهما». رابعاً: «لا تجامع امرأتك إلا ومعك خرقة ومع أهلك خرقة. ولا تمسحا بخرقة واحدة فتقع الشهوة على الشهوة؛ فإن ذلك يعقب العداوة بينكما مما يؤدي بكما إلى الفرقة والطلاق». خامساً: «لا تجامع امرأتك من قيام فإن ذلك من فعل الحمير، وإن قضي بينكما ولد كان بوالاً في الفراش كالحمير البوالة في كل مكان». سادساً: «لا تجامع امرأتك تحت شجرة مثمرة فإنه إن قضي بينكما ولد يكون جلاداً، وقتالاً ، أو عريفاً». سابعاً: «لا تجامع امرأتك في وجه الشمس وتلألؤها إلا أن يرخى ستر فيستركما؛ فإن قضى بينكما ولد لا يزال في بؤس وفقر حتى يموت». ثامناً: «إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلا وأنت على وضوء، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون أعمى القلب، بخيل اليد». تاسعاً: «لا تجامع أهلك على سقوف البنيان؛ فإنه إن قضي بينكما ولد يكون منافقاً، مرائياً، مبتدعاً».
عاشراً: «لا تجامع في السفينة ولا مستقبل القبلة ولا مستدبرها». الحادي عشر: عدم الجماع في مكان لا يوجد فيه الماء للغسل إلا لضرورة (1). الثاني عشر: عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال لرجل من أوليائه: «لا تجامع أهلك وأنت مختضب فإنك إن رزقت ولداً يكون مخنثاً» (2). وفي رواية أخرى عللها الإمام بقوله لأنه محتضر. (والمختضب الذي تلون بالحناء). الثالث عشر: لا تجامع المرأة وفي البيت صبي، أو صبية أو خادم يرون أو يسمعون. عن ابن راشد عن أسيد قال سمعت أبا عبدالله يقول: « لا يجامع الرجل امرأته ولا جاريته وفي البيت صبي؛ فإن ذلك مما يورث الزنا» (3). الرابع عشر: لا تجامع المرأة وقد احتلمت؛ فإن ذلك يورث الجنون. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «يكره أن يغشى الرجل المرأة وقد احتلم حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى؛ فإن فعل فخرج الولد مجنوناً فلا يلومن إلا نفسه» (4). الخامس عشر: لا تجامع امرأتك ومعك خاتم فيه ذكر الله أو شيء من القرآن . السادس عشر: لا تجامع امرأتك وفي المحضر امرأة أخرى ترى ذلك. | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: الكيفية المسموح بها في الجماع 19th أغسطس 2009, 5:27 am | |
| الكيفية المسموح بها في الجماع
أولاً: استحباب التسمية والاستعاذة وطلب الولد الصالح السوي عند الرغبة في الجماع. فعن عبدالرحمن بن كثير قال: « كنت عند أبي عبدالله عليه السلام جالساً فذكر شرك الشيطان فعظمه حتى أفزعني قلت: جعلت فداك فما المخرج من ذلك؟ فقال: إذا أردت الجماع فقل: بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو بديع السموات والأرض، اللهم إن قضيت عني في هذه الليلة خليفة فلا تجعل للشيطان فيه شركاً ولا نصيباً ولا حظاً واجعله مؤمناً مخلصاً من الشيطان ورجزه جل ثناؤك » (1). ثانياً: استحباب إكثار المداعبات بين الزوجين قبل الجماع. عن أبي عبدالله عن أسيد قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة من الجفاء: أن يصحب الرجل الرجل فلا يسأله عن اسمه وكنيته، وأن يدعى الرجل إلى طعام فلا يجيب، وأن يجيب فلا يأكل، ومواقعة الرجل أهله قبل المداعبة» (2). ثالثاً: استحباب المكث واللبث وترك التعجيل عند الجماع، بل يتريث حتى ينتهي الطرف المقابل. فعن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام قال: «إذا أراد أحدكم أن يأتي زوجته فلا يعجلها فإن للنساء حوائج».
(1) س : 136. (2) س : 119.
رابعاً: أرض الطرف المقابل بكل وجه ممكن ما لم يتعدى حدود الجسد. عن عبيد عن زرارة قال: «كان لنا جار شيخ له جارية فارهة قد أعطي بها ثلاثين ألف درهم، وكان لا يبلغ فيها ما يريد وكانت تقول: اجعل يدك كذا بين شفري؛ فإني أجد لذلك لذة وكان يكره أن يفعل ذلك فقال لزرارة؛ سل أباعبد الله عليه السلام عن هذا؛ فسأله، فقال: لا بأس أن يستعين بكل شيء من جسده عليها، ولكن لا يستعين بغير جسده عليها» (1). وذلك ـ والله العالم ـ حتى لا يكون عند المرأة أو الرجل حالة من الشذوذ والزهد في الطرف المقابل، لذا نبه الإمام صلوات الله عليه بقوله : «من جسده عليها ولكن لا يستعين بغير جسده». | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: المرحلة الرابعة 19th أغسطس 2009, 5:29 am | |
| المرحلة الرابعة
وإذا انعقدت النطفة أذن بخلق مخلوق جديد. وهنا تجب أمور كثيرة على الأم بالخصوص؛ لأنها صارت مستودعاً لهذا المخلوق، ولأن الآثار التي ستظهر عليها ستنعكس سلباً أو إيجاباً على الطفل مما يلزم على الأم ما يلي: أولاً: أن تضع نصب عينيها أن هذا المولود سيكتب له السعادة أو الشقاء في هذه الفترة؛ فعليها أن تبتعد عن المحرمات بـل والمكروهـات فالله سبحانه وتعالـى يقـول: « وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا» (1). فالله عزوجل يقول للوالدين حتى لا تخافا على ذريتكما يجب أن تقيما حدود الله سبحانه وتعالى، وأن تقولا قولاً سديداً؛ فعملكما له انعكاسات على ذريتكما وتظهر هذه الانعكاسات منذ بداية النطفة؛ لأنه كان لها حظ من الموجود المرتبط بالوالدين. وهنا يوجد تعليق للسيد الطباطبائي في معرض تعليقه على هذه الآية الشريفة يقول: «من هذه الآيات أن هذا الانعكاس إنما هو من عمل الإنسان إلى نفسه، إلا أن هناك آيات دالة على أن الأمر أوسع من ذلك وأن عمل الإنسان خيراً أو شراً ربما عاد إليه في ذريته وأعقابه. قال الله تعالى: « وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك» (2).
(1) النساء: 9. (2)الكهف: 82.
فظاهر الآية أن لصلاح أبيهما دخلاً فيمـا أراده الله ورحمـة بهمـا، وقـال تعالى: « وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً»، وعلى هذا فأمر انعكاس العمل أوسع وأعم، والنعمة أو المصيبة ربما تحلان بالإنسان بما كسبت يدا شخصه أو أيدي آبائه» (1). فكما أن تناول دواء من غير استشارة الطبيب قد يؤدي إلى تشوه الطفل ويكون عندها مشوهاً ـ لا سمح الله ـ فكذلك الإقدام على الأفعال القبيحة والمحرمة ـ والعياذ بالله ـ يؤثر على نفسية الطفل وتشوه روحه فيجعلها غير قابلة للكمالات والاستعدادات الروحية؛ لأن الأفعال لها تجسمات فإن أكل مال اليتيم هو حقيقة عن أكل النار لقوله تعالى: « إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نارا» (2). والغيبة حقيقة عن أكل لحم أخيه ميتاً؛ فإن هذا الطعام الذي يتغذى عليه الطفل مشوه وله آثار جانبية حتماً ستنعكس هذه الآثار على الطفل. ففي الرواية عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : « لقد خلقنا الإنسان في كبد» يعني منتصباً في بطن أمه مقاديمه إلى مقاديم أمه ومواخيره إلى مواخير أمه، غذاؤه مما تأكل أمه ويشرب مما تشرب تتنسمه تنسيماً .. الخ» (3). نقل العلامة المظاهري في كتابه (تربيت فرزند در نظر إسلام) هذه القصة التي حصلت لولد العلامة المجلسي وهو ابن سبع سنوات.
«ذات ليلة وهو في صحن المسجد أخذ يلعب هنا وهناك، فوقع نظره على قربة ممتلئة في فناء المسجد، أخذ إبرة في يده ووضعها في القربة، فصب الماء على الأرض . . . شيئاً فشيئاً وصلت الحادثة إلى مسامع العلامة فأغضبته كيف أن ولده تصرف هذا التصرف ذهب إلى بيته وأخذ يحاسب نفسه، وزوجته عن هذا الفعل فيقول: ما هو الشيء الذي لم أراعيه جيداً؟ الأمور التي قبل انعقاد النطفة عملتها . . والامور التي أثناء انعقاد نطفته عملتها . . من حيث الغذاء كنت مواظباً . وأخذ يحاسب نفسه ويتذكر ممن مورد التقصير ليرجع إليه سر فعل الطفل. فلم يجد حينئذ جواباً. وجه حديثه إلى زوجته وقال لابد أن يكون التقصير تقصيرك . . . فكري جيداً فيما فعلت؟ زوجته قالت : تذكرت . . نعم، إنه تقصيري وقتما كنت حاملاً ذهبت إلى بيت جارتنا لأمر عندي وعندما رجعت كان في مزرعتهم توجد شجرة رمان ولما رأيتها جاء في مخيلي أن الرمان حامض، ولأني كنت حاملاً لدي ميلان إلى الأشياء الحامضة، أخذت رمانة واحدة وفتحتها فوجدتها حلوة غير حامضة ولم أخبر صاحبة المنزل. هذا الذي فعلته». فانظر يا عزيزي القارىء كيف أن لقمة واحدة وتذوقها ظهر أثرها بعد سبع سنوات! ولو لا أن العلامة المجلسي كان حريصاً على ذلك لربما زاد الأثر. فما عقوق الوالدين وضربهما والتجني على حقوقهما وحقوق الآخرين إلا نتيجية لمثل هذه الامور. لذا عليك أيتها الأم العزيزة أن تراعي هذه الجوانب، وتعطيها من الأهمية ما يلزم، أن تكوني في حالة حذر وحرص من الأمور المحرمة والأكل المحرم. أما الأكل المشتبه به يجب أن يسمي عليه الله سبحانه وتعالى، وأن
يدعو أن يرفع عنه آثاره السلبية مع دفع الصدقة في ذلك حتى ترفع الآثار إن شاء الله. | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: المرحلة الرابعة 19th أغسطس 2009, 5:31 am | |
| الأمر الثاني: يجب أن تأخذ المرأة على عاتقها مضاعفة الأمور المستحبة، وعدم ترك الواجب لأي عذر من الأعذار، ولتقوي علاقتها بالله سبحانه وتعالى؛ فلتكن على طهارة دائماً لأن الله سبحانه وتعالى يحب المتطهرين. قال تعالى: « يحب التوابين ويحب المتطهرين» (1) فإن البقاء على الطهارة ليس بالأمر الصعب ولا بشاق بل هو أمر سهل يسير. فإذا أحبك الله فإنه سيكافئك برحمته ونظره إليك؛ فإن نظر الله إليك ظهرت عليك الإشراقات الربانية مما تنعكس هذه الأنوار على الجنين فيكون سعيداً في بطن أمه. ومن الأمور التي لها أثر واضح هو قراءة القرآن، ويكفيك أن تعلم أن السيد محمد حسين الطباطبائي علم الهدى هذا الطفل المعجزة ما خرج بهذه الصورة إلا ببركة أن والديه يومياً يقرءان جزءاً من القرآن؛ فكانت هكذا حالتهما منذ بداية زواجهما حتى الآن فكافأهما الله بهذا الولد الذي يعد معجزة في قرننا هذا، زاده الله توفيقاً إلى توفيقاته. فكما أن القرآن دافع إلى المزيد من التوفيقات والإفاضات كذلك رافع للأمور السيئة والآثار القبيحة في نفس الطفل ولوالديه. قال الله تعالى: « إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما» (2). حدثني أحد المشايخ اللبنانيين (حفظه الله) أن زوجته كانت حاملاً فذهب بصحبتها إلى طبيبة للكشف على وضع الجنين . . فلما كشف عليها
1) البقرة: 222. (2) الفرقان: 70. عبقرية مبكرة لأطفالنا 67
قالت لهما الطبيبة: إن الجنين سيولد مشوهاً؛ لأنه توجد على الجنين جرثومة من شأنها أن تخلف تشوهاً فيه. فتلقيا الخبر بحالة يرثى لها . . فما كان من أمه إلا أن أخذت بقراءة القرآن وبالخصوص سورة يوسف؛ ليخرج جميلاً معافى وسورة مريم؛ ليكون عفيفا مع توسلاتها بأهل البيت رضوان الله عليهم. وبحمد الله بدل الله خوفها أمنا. فخرج الولد جميلاً معافى من كل سوء، ومن كل تشوه؛ فقد رأيته بأم عيني كذلك. ومن لطيف ما يذكر أني تشرفت بزيارة الإمام الرضا عليه السلام فرأيت مولاي الشيخ بهجت (روحي فداه) هناك وكنت بصحبته لما خرج من الحرم المطهر، فالتفت إلي وقال: أامر أهلك بأن تكثر من قراءة القرآن؛ فإنه يؤثر في روحية الطفل وأمرها أيضاً أن تشرب ماء زمزم مع قليل من التربة الحسينية. فسألته: هل قراءة سورة يوسف تؤثر في جمال الطفل وسورة مريم في عفافه؟ فأجاب بقوله: خذ من القرآن ما شئت لما شئت؛ فقراءة القرآن للعفاف والتقوى وللجمال وما أشبه ذلك. والخلاصة : فكل أمر من شأنه أن يقرب إلى الله يجب أن يعمل ويكون في نيته طلب التوفيق للجنين. الأمر الثالث: كثرة الدعاء للولد وفي هذه الفترة يستحب أن يدعو الزوجان ـ وبالخصوص الزوج ـ أن يرزقه الله الولد الصالح، وأن يطلب من الله نوع الولد ذكراً كان أو أنثى ، وليكن ذلك ما قبل الشهر الرابع من الحمل وفي أثنائه بالخصوص؛ فإنه يحدد كونه ذكراً أو أنثى في الشهر الرابع على بعض الروايات من قبل الله.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 68
فعن أبي عبدالله عليه السلام قال: «إذا كان بامرأة أحدكم حمل وأتى عليها أربعة أشهر فليستقبل بها القبلة وليقرأ (آية الكرسي) وليضرب على جنبها وليقل (اللهم إني قد سميته محمداً) ، فإن الله عزوجل يجعله غلاماً. فإن وفي بالاسم بارك الله له فيه، وإن رجع عن الاسم كان لله فيه الخيار إن شاء أخذه وإن شاء تركه». وهناك روايات أخرى تحث على الدعاء في أي وقت، ومن غير تحديد للشهور الأربعة الأولى بل حتى مع خروج الجنين من الرحم يستحب الدعاء أثناء ذلك. عن محمد عمرو بن سعيد عن أبيه قال: «كنت عند أبي عبدالله عليه السلام حيث دخل عليه داود الرقي، فقال: جعلت فداك إن الناس يقولون إذا مضى للحمل ستة أشهر فقد فرغ الله من خلقته. فقال أبو الحسن عليه السلام: يا داود أدع ولو بشق الصفاء. فقلت : وأي شيء الصفاء؟ قال: ما يخرج مع الولد فإن الله عزوجل يفعل ما يشاء».
عبقرية مبكرة لأطفالنا 69
الأمر الرابع : اختيار الغذاء الذي تتغذى به المرأة الحامل؛ لأن الطعام يتحول بعد عملية الهظم إلى ذرات صغيرة تجري في الرحم بحيث يكون قوامه الغذاء، والغذاء بجميع أنواعه من البروتينات أو الدهنيات أو النشويات يصب كله في خدمة الإنسان من حيث السلامة والضعف، فالجنين يتأثر بغذاء الأم باعتباره عضواً منها، له ما لها وعليه ما عليها، وذلك لأن الجنين يتغذى من مجرى الدم عبر جذور أو حبيبات مغذية تنمو في بطانة الرحم حتى تعرف هذه الجذور بالمشيمة التي من خلالها ينساب دم الجنين ومن هناك إلى دم الأم يمتص المواد من دم أمه. وهكذا يكون تأثير الغذاء واضحاً على الجنين سواء كان إيجابياً أو سلبياً؛ فهناك بعض الأطعمة إذا تناولتها المرأة الحامل كان أثرها واضحاً على جنينها، فكل ثمرة لها أثر خاص ينعكس على شكل الطفل. وقبل أن نستعرض هذه الأغذية يجب أن يفهم القارىء العزيز أن تناولها يلزم أن يكون بشكل مستمر، لا مرة واحدة فقط بل تلزم المداومة عليها ما دامت المرأة حاملاً، وهي كالتالي: 1 ـ إن أكل السفرجل يؤثر إيجابياً في إظهار الطفل بمظهر الجمال وأن يصفي لونه ويطيب رائحته ويحسن. عن مسلم أنه قال في المرأة الحامل: «تأكل السفرجل فإن الولد يكون أطيب ريحاً وأصفى لوناً». وفي رواية أخرى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «أطعموا حبالاكم السفرجل فإنه يحسن أخلاق أولادكم».
عبقرية مبكرة لأطفالنا 70
قد ذكر علماء التغذية أن السفرجل يتركب منه الأملاح الكلسية وحامض التفاح والبسين أي الهضمين فهو يتألف من 62,2% من ماء و 7,9% سكر و 9% بروتين و 2% مواد دهنية و 8,12% أليافاً و 14,9% رماد. وأما مواده المعدنية فهي 6% كبريت و19% فوسفور و 14% كلس و 2% كلور و 2% صودا و 12% بوتاس كما أنه غني بالفيتامين (آ) و (ب) . 2 ـ إن أكل اللبان يجعل الطفل أشد ذكاء ويفيض عليه الشجاعة إن كان ولداً، وإن كان أنثى يحسن شكلها ويحسن أخلاقها. عن الحسن بن علي عليه السلام قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أطعموا حبالاكم اللبان فإن الصبي إذا غذي في بطن أمه باللبان اشتد عقله فإن يكن ذكراً كان شجاعاً، وإن ولدت أنثى عظمت عجيزتها فتحضى عند زوجها بمكانة». (اللبان) : عبارة عن مواد صمغية يستخرج من الأشجار وهي في بادىء خروجها بيضاء اللون تميل إلى الاصفرار، من فوائدها أنها تنفع لكثير النسيان فالطب القديم يقول: إن أنقع منه مثقال في ماء وشرب كل يوم نفع المبلغمين وزاد في الحفظ، وجدا في الذهن وذهب بكثرة النسيان. وكذا قال أيضاً ابن سينا في القانون (الكندر) : «إن اللبان مقوي للروح الذي في القلب والذي في الدماغ فهو لذلك نافع من البلادة والنسيان». انتهى كلامه. كما يوجد في اللبان كثير من الفيتامينات. 3 ـ أكل الهندباء يزيد في جمال الولد ويساعد أن يكون الولد ذكراً. عن السياري يرفعه قال: «عليك بالهندباء فإنه يزيد في الماء ويحسن الولد وهو حار لين يزيد في الولد الذكورة». وأما بالنسبة للهندباء فقد ذكر علماء التغذية أنها غنية بالحديد والكلس والصوديوم والبوتاس، ولها خاصية منشطة للهضم وذات أثر في التشنجات
عبقرية مبكرة لأطفالنا 71
الكبدية. ويقول الدكتور صبري القباني: «وقد اكتشف الطب الحديث ان فوائد الهندباء لا تقتصر على كل تلك الفوائد، بل تمتد إلى الجسم عامة فتقويه بسبب وجود الحديد فيها». 4 ـ أكل التمر، وخاصة التمر البراني يزيد في كون الولد حليماً. وقد ورد استحبابه أيضاً بشكل مؤكد أن تأكله النفساء عند الولادة. عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه التمر؛ فإن ولدها يكون حليماً نقياً» (1). وفي رواية أخرى عن أميرالمؤمنين علي عليه السلام يقول: «ما تأكل الحامل من شيء ولا تتداوى به أفضل من الرطب». قال الله عزوجل لمريـم عليهـا السـلام: « وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي وقري عينا». 5 ـ إن أكل البطيخ يؤثر في إفاضة الجمال على الوجه ويحسن الخلق. قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : «ما من امرأة حاملة أكلت البطيخ لا يكون مولودها إلا حسن الوجه والخلق» (2). أما بالنسبة للبطيخ فهو غني بالفيتامين (ث) وفيه نسبة ضئيلة جداً من حمض النيكوتنيك ويحتوي أيضاً على الكبريت والفسفور والكلور والسودا والبوتاس ويقول الدكتور (ينسلي) أن عصير البطيخ يقي من التيفوئيد كما يفيد المصابين بالرماتيزم. 6 ـ شرب السويق يوجب أن يكون الولد قوياً.
(1) مكارم الأخلاق: ص 265. (2) مستدرك الوسائل: ج 2 ، ص 632. عبقرية مبكرة لأطفالنا 72
عن بكير بن محمد قال: «كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له رجل: يا بن رسول الله يولد لي الولد فيكون فيه البله والضعف. فقال ما يمنعكم السويق اشربه وأمر أهلك به، فإنه ينبت اللحم ويشد العظم ولا يولد لكم إلا القوي». 7 ـ الرمان ثلاثة أنوع: حلو وحامض ومعتدل وتختلف ميزاته وخصائصه باختلاف نوعه ولاختلاف نسبة المواد السكرية الموجودة فيه، ويحتوي الرمان على فيتامين (ث) أيضاً ويحتوي الرمان على نسبة كبيرة من عنصر الحديد مما يساعد على تكوين الكريات الحمراء. وقد ذكرت الروايات أن الرمان يساعد الأطفال على النطق بصورة أسرع ويؤدي إلى الشباب. ومن إملاء الشيخ أبي جعفر الطوسي عليه الرحمة: أطعموا صبيانكم الرمان فإنه أسرع لألسنتهم (1).
(1) مكارم الأخلاق: 271. عبقرية مبكرة لأطفالنا 73 | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: المرحلة الرابعة 19th أغسطس 2009, 5:32 am | |
| الأمر الخامس يلزم على الأم أن تراعي حالة الهدوء، وبرودة الأعصاب؛ لأن حالتها تنعكس على وضع الجنين. فمن المطلوب أن لا تفكر في الأمور التي تجلب لها القلق، وتثير عندها الخوف، والاضطراب، فمثل هذا الظرف يؤثر على ضربات قلب الأم ومنه إلى جريان الدورة الدموية عندها؛ فيكون هذا إخلالاً بالمعدل الطبيعي للجنين من حيث الزيادة والنقيصة مما يسبب وضعاً خاطىء له فيؤثر عليه سلباً. فالإسلام عندما يراعي الجنبة الروحية للوالدين حتى يخرج ولداً متكاملاً، ومن هنا نلاحظ التحذير من الجماع أثناء حدوث الآيات السماوية من زلازل وخسوف وكسوف والريح الشديدة؛ لأنها لا تجعل الزوجين في حالة من الاستقرار، فتخرج النطفة في وضع الاضطراب والقلق، فيخرج ولد معقد، أو يخاف من كل شيء بسبب عدم استقرار نفسه التي منشؤها استقرار نفس الأم. وهنا أذكر غلاماً صغيراً في العراق كان جميل المنظر لكنه متخلف عقلياً وفيه نوع التشوه . . . وحينما سألت عائلته عن منشأ هذا التخلف والتشوه هل هو مرض وراثي أو ماذا؟ أجاب أحدهم: أن أمه كانت حاملاً به أثناء حرب الخليج حينما كانت الطائرات تقصف مدنهم، وما أدراك ما هي الأحداث آن ذاك من الخوف والهلع والاضطراب وعدم الاستقرار، مما أثر سلباً على نفسية الطفل ووضعه! فهكذا خرج الغلام مشوهاً ومتخلفاً ضحية الاضطراب النفسي للأم. وقد ثبت علمياً أنه إذا حدث للمرأة في أيام الحمل حادث مخيف، فإنه يتغير لونها ويقشعر بدنها لكن تظهر على جسم الجنين آثار افتتاح اللون تسمى بالخسوف.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 74
لذا يجب على الأم أن لا تفكر إلا في نفسها، وفي طفلها. وكل الخلافات العائلية والزوجية يجب أن لا تحمل حيزاً من تفكيرها، وكذلك يجب على الزوج أيضاً أن يهيء جواً مناسباً لزوجته، وأن يتغاضى عن تقصيراتها وأخطائها من أجل طفلها إذا لم يكن من أجلها.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 75
الأمر السادس عند الولادة وعند ساعة الطلق والتي تطلق فيها المرأة أذاناً بقرب الولادة تكون المرأة في حالة من الخوف بسبب تصورها لشدة ألم الطلق والولادة، والذي قد يساعد في هذه التصورات بعض النساء المحيطات بالمرأة الحامل حيث تأخذ كل امرأة ـ وللأسف ـ بإعطاء صورة مبالغة فيها، أو تصور لها واقعاً صعباً بحيث يؤثر سلباً على حالتها. يجب على الزوج أن يكون عامل مهدىء لزوجته ويبين لها أنها مجرد ساعة وينتهي فيها كل شيء، ويأتي المولود الذي دام انتظاره تسعة أشهر، ويحاول أن يخفف عنها الألم بإيحائه لها أن كثيراً من نساء العالم في كل لحظة يولد فيها مولود جديد، ولو كان كما يصور لما شهدنا الإقدام على الإنجاب، وهكذا وليقدم لها الأمثال والصور الحية القريبة منها حتى تسكن نفسها ويطمئن قلبها؛ فتقبل على الولادة بروح عالية ومتفائلة لتسهل عليها الولادة. كما ورد عن أهل بيت النبوة بعض الأدعية والأذكار التي تسهل على المرأة عند الولادة ومنها: أولاً: صالح بن ابراهيم، عن ابن فضال، عن محمد بن الجهم، عن المنخل، عن جابر بن يزيد الجعفي، أن رجلاً أتى أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام فقال: يا ابن رسول الله أغثن. فقال : وما ذاك؟ قال: امرأتي قد أشرفت على الموت من شدة الطلق. قال: اذهب واقرأ عليها « فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا* فناداها من تحتها الا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا* وهزي إليك بجذع
عبقرية مبكرة لأطفالنا 76
النخلة تساقط عليك رطباً جنياً» (1)، ثم ارفع صوتك بهذه الآية: « والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون» «كذلك أخرج أيها الطلق اخرج باذن الله» فإنها تبرء من ساعتها بعون الله تعالى (2). ثانياً: عبدالوهاب بن مهدي، عن محمد بن عيسى، عن ابن همام ، عن محمد بن سعيد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام ، أنه قال : إذا عسر على المرأة ولادتها تكتب لها هذه الآيات في إناء نظيف بمسك وزعفران ثم يغسل بماء البئر، ويسقى منه المرأة وينضح بطنها وفرجها فإنها تلد من ساعتها، يكتب «كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها، كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون، لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون». ثالثاً: من كتاب المشيخة لابن محبوب، عن صالح بن رزين، عن شهاب، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: إذا عسر على المرأة ولدها فاكتب لها في رق (بسم الله الرحمن الرحيم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار، كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا غشية أو ضحاها، إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً» ثم اربطه بخيط وشده على فخذها الأيمن فإذا وضعت فانزعه (4).
(1) مريم: 23 ، 24 ، 25. (2) البحار: ج 104 ، ص 117 ، ح 45. (3) البحار: ج 104 ، ص 118 ، ح 46. (4) البحار: ج 104 ، ص 120 ، ح 49. | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: عند الولادة 6th سبتمبر 2009, 6:26 pm | |
| بعد أن يرزق الله الأم الولد سليماً ويخرج حياً يكون الطفل قد انتقل من دار إلى دار ومن حال إلى حال؛ فيكون اتصاله بعالم الدنيا بالمباشرة والواسطة أيضاً وإن اختلفت درجتها وأثرها عما قبل. ويكون دور الأب بشكل أكبر مما سبق ومن هذه الأمور التي يجب أن يلاحظها الأب ويقوم بعملها خصوصاً في اليوم الأول من الولادة ما يلي: الأمر الأول: السؤال عن استواء الخلقة:
عندما يسمع الأب صياح الطفل فأول ما يسأل عنه هو سلامته من التشوهات الخلقية سواء كانت بزيادة أو نقيصة؛ فإن جاء الولد معافى صحيحاً من كل سوء حمد الله وشكره على فضله ومنه، وإن جاء مشوهاً بزيادة أو نقص ولم يمكن التدارك والمعالجة ـ لا سمح الله ـ صبر واحتسب ذلك عند الله عز وجل ومع ذلك لا ييأس من رحمة الله، وليكثر التوسل بالله وليدعوه بأحب خلقه إليه محمد وآله الطيبين عليهم السلام أجمعين. ومن الطريف ما ينقل أن رجلاً رزقه الله ولداً غير واضح المعالم أي ممسوح الخلقه، فجاءه الأطباء وقالوا له: إن من مصلحة الطفل أن يموت الآن خير له من البقاء فيتعذب في هذه الدنيا. لذا نريد أن نعطيه حقنة تميته فماذا تقول؟ أجابهم بالنفي وقال: هذا عطاء الله وأنا راض به. أخذ طفله مصطحباً معه زوجته الباكية،وفي طريق عودته بقدرة قادر ظهرت على الطفل الملامح وأصبح ولداً جميلاً.
أقول: وليس هذا بغريب ولا مستبعد فلا محذور عقلي ولا شرعي ولا شيء آخر، ولكن هو امتحان امتحن الله عبده فوجده صابراً محتسباً فكافأه على صبره وثباته والله العالم. وكان علي بن الحسين عليه السلام إذا بشر بولد لم يسأل ذكر أم أنثى حتى يقول: أسوي؟ فإن كان سوياً قال: الحمد لله الذي لم يخلق شيئاً مشوهاً. | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: الأمر الثاني: لا يفرق بين الذكر والأنثى: 6th سبتمبر 2009, 6:27 pm | |
| الأمر الثاني: لا يفرق بين الذكر والأنثى:
إذا بلغه أن المولود كان أنثى يجب عليه أن لا يغتم ولا يظل وجهه مسوداً وهو كظيم لما بشر به؛ فإن هذه عادة الكفار وأهل الجاهلية. بل ليفرح وليشكر الله على العطية والهبة، وليعلم أن الفتاة قد تكون خيراً له من ألف ولد ذكر. ويكفيك فخراً أنه من يمن المرأة أن يكون أول مولود لها بنتاً. ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسمى أبو البنات. فلا موجب لأن يحزن الرجل عندما يجد أن زوجته ولدت بنتاً أو لا تلد إلا بناتاً. فقد قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «خير أولادكم البنات». عن الحسين بن سعيد اللخمي قال: «ولد لرجل من أصحابنا جارية فدخل على أبي عبدالله عليه السلام فرآه متسخطاً فقال له: أرأيت لو أن الله أوحى إليك أن اختار لك أو تختار لنفسك ما كنت تقول؟ قال: كنت أقول: يا رب تختار لي. قال : فإن الله عزوجل قد اختار لك. ثم قال: إن الغلام الذي قتل العالم الذي كان مع موسى عليه السلام وهو قول الله عزوجل: « فاردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحماً» أبدلهما الله عزوجل به جارية ولدت سبعين نبياً». (1)
(1) الوسائل: 21 ، ص 264.
فالوالدان لا يريدان من أبنائهما إلا أن يبروهما. ومن غير المعلوم أن يكون الذكر هو الأقرب لذلك. بل عبر الله سبحانه وتعالى عن المبدل أنه خير من البدل وهي البنت. وما يصوره البعض أن البنت لا تحمل اسم أباها فقد ثبت خلاف ذلك؛ فمن أصدق وأوضح الصور السيدة فاطمة الزهراء حيث كان منها الامتداد لنسل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي ملأ الخافقين وهي من بنت واحدة رضوان الله عليها. فلا ضير حينئذ من أن لا يكون عندك إلا البنات؛ لأنهن موجبات لدخول الجنة، والمغفرة كما جاءت به كثير من الروايات . | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: رد: كتاب عبقرية مبكرة لاطفالنا _توفيق بوخضر 6th سبتمبر 2009, 6:29 pm | |
| الأمر الثالث: أن يؤذن في أذنه اليمنى ويقيم في اليسرى ويقرأ بعض السور:
من الأمور المؤكدة في الإسلام تأكيداً كبيراً عند ولادة الطفل أن يؤذن في أذنه اليمنى، ويقام في أذنه اليسرى وذلك لكي يعصم من الشيطان الرجيم. فإذا كان أول ما يطرق مسامع الطفل نداء الحق، وذكر الله يكون أثرها على الطفل أثراً واضحاً وجلياً. عن علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من ولد له مولود فليؤذن في أذنه اليمنى وليقيم في اليسرى، فإن ذلك عصمة من الشيطان، وإنه صلى الله عليه وآله وسلم أمر أن يفعل ذلك بالحسن والحسين وأن يقرأ مع الأذان في آذانهما فاتحة الكتاب وآية الكرسي وآخر سورة الحشر وسورة الإخلاص والمعوذتان». فقد ثبت علمياً أن الأصوات تؤثر على الجنين في بطن أمه فضلاً عن كونه خارج بطن أمه، ينقل التاريخ: أن رسول الله صلى الله عليه وآله عندما كان يدخل على
خديجة رضوان الله عليها وهي حامل بالسيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام يجدها تتحدث مع شخص. فيقول لها: مع من كنت تتحدثين؟ فتقول مع ابنتي. وهناك قصة يتداولها الناس بينهم من شخص مسيحي اعتنق الإسلام وكان سر اعتناقه هو الأذان والإقامة والقصة هي كالتالي: في وسط أوربا تقطن عائلة ثرية محافظة على تعاليم الدين المسيحي رزقهم الله ولداً في ظروف كانت أفراد العائلة في حالة من الاشتغال الشديد، مما أدى إلى أن يسلموا ولدهم إلى الخادم المسلم الذي يعمل في بيتهم من أجل أن يأخذه إلى الكنيسة ليقوم البابا بالصلوات والدعاء للطفل. أخذ الخادم الطفل وخرج من البيت وما هي إلا سويعة حتى عاد به إلى أمه، وظل حتى أصبح شاباً، وهو ينفر من الطقوس الدينية ويحس بصدى في الداخل يناديه من غير أن يعرف ما هو هذا الصدى . . كان يشعر بشعور غريب اتجاه الحياة التي يحياها، وهكذا استمر به الحال حتى شاهد مصادفة أحد المسلمين وتعرف عليه وجرت بينهما الأحاديث وتبادل الأفكار . . فتعمقت علاقتهما حتى اصطحبه إلى المسجد وهناك أحس بشعور يجذبه إلى هذه التعاليم تشابه ذلك الإحساس الغريب الذي ينتابه بين الحين والآخر .. اشتاق إلى هذا الدين فأسلم . . سبب إسلامه ضجة كبيرة في أسرتهم مما حدا بوالديه الاستنجاد بالكنيسة علهم يردوا ولدهم عن هذا الدين . . . سأل البابا أفراد العائلة هل يحيط بكم مسلمون؟ أجابوا بالنفي. هل يتردد عليكم مسلمون في البيت؟ كذلك كانت الإجابة بالسلب.
وكلما سألهم عن ارتباط بالمسلمين لا يجدون رابطة . . نعم، تذكرنا لدينا خادم مسلم يعمل في البيت ولكن لا خوف منه. البابا : هل تركتم الولد بمفرده؟ الجواب كان لا . . وبعد التحقيق تبين أن ذلك الخادم الذي يعمل عندهم بدل أن يأخذ الولد إلى الكنيسة . . ذهب به بعيداً وأقام المراسيم الدينية للمسلمين من آذان في اليمنى وإقامة في اليسرى. وكان هذا السر في إسلام الشاب والله العالم . وكيفما كان فلا شك أن للأذان وللإقامة للطفل في ساعته الأولى من الولادة أنه حرز من الشيطان ، وأنه أمن من مرض يعتري الأطفال يعرف قديماً بأم الصبيان. عن يحيى الرازي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «إذا ولد لكم المولود أي شيء تصنعون به؟ قلت: لا أدري ما يصنع به. قال: خذ عدسة جا وشير فديفه بماء، ثم قطر في أنفه في المنخر الأيمن قطرتين وفي الأيسر قطرة وأذن في أذنه اليمنى، وأقم في اليسرى يفعل ذلك به قبل أن تقطع سرته؛ فإنه لا يفزع أبداً ولا تصيبه أم الصبيان». قوله: (عدسة) أي مقدار عدسة واحدة فديفه أي بللها بالماء واستخدام الماء للقطر في أنف الطفل. نعم، في مثل هذه الأيام التي قد لا يستطيع أن يقام له هذه المراسيم في أول دقائق حياته لكون المرأة تلد في المستشفى، فلا يبعد في أقرب وقت بعد التمكن كأن يخرج الطفل إلى الحضانة، أو أن تقوم الأم بنفسها بإجراء هذا الأمر لأنها الوحيدة التي توجد مع الطفل في مكان الولادة. وأيضاً يمكن أن يستفاد من بعض الروايات أنه في الساعات الأولى. | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: رد: كتاب عبقرية مبكرة لاطفالنا _توفيق بوخضر 6th سبتمبر 2009, 6:31 pm | |
| الأمر الرابع: التحنيك:
التحنيك بماء الفرات، أو بماء السماء مع تربة الحسين، أو بالتمر. أصل التحنيك هو (الحنك) من الإنسان والدابة باطن أعلى الفم من الداخل وقيل الأسفل. والتحنيك بالتمر أن تمضغ التمر ثم تدلكه بحنك الصبي داخل فمه. والتحنيك من الأمور المستحبة أيضاً والمؤكد عليها وكان الرسول يحنك بريقه وبالتمر. عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «فقال أميرالمؤمنين صلوات الله عليه : حنكوا أولادكم بالتمر هكذا فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالحسن والحسين عليهما السلام». وفي رواية أخرى: «حنكوا أولادكم بماء الفرات وبتربة قبر الحسين عليه السلام وإن لم يكن فبماء السماء». وأما التحنيك بماء الفرات أو غيره فيأخذ قليلاً من الماء ويسقى به الطفل. وفي رواية أخرى عن الحسين بن أبي العلا، قال: «سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول حنكوا أولادكم بتربة الحسين عليه السلام فإنه أمان». | |
|
| |
خادمة الزهراء ع موالي مميز
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: رد: كتاب عبقرية مبكرة لاطفالنا _توفيق بوخضر 6th سبتمبر 2009, 6:33 pm | |
| | |
|
| |
| كتاب عبقرية مبكرة لاطفالنا _توفيق بوخضر | |
|