حسنين الوائلي المدير العام
عدد المساهمات : 186 تاريخ التسجيل : 06/08/2009 العمر : 51
| موضوع: تهافت منهج الوهابي الدكتور الشيخ طه حامد الدليمي في اصول الدين...الامامة.. 14th سبتمبر 2009, 3:38 pm | |
| تهافت منهج الوهابي الدكتور الشيخ طه حامد الدليمي في اصول الدين...الامامة..
بقلم حسنين الوائلي
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على محمد واله الطيبين الطاهرين ، والحمد لله رب العالمين واللعن الدائم على اعدائهم من الاولين والاخرين .
لا زالت فئة من الناس تتصيد في الماء العكر،وتذر الرماد في العيون ،وتثير النار من تحت الرماد،هذه الفئة كانت ولا زالت موجودة على طول خط التاريخ تحارب كل من انتسب الى مذهب اهل بيت النبي ص تشويها للحقيقة من اجل مصالح دنيوية وسياسية لا تخفى على احد ،
فكان من بين هولاء الذين نهج نهج اسلافه ،وغالى باعتسافه،شيخ اضله الله واخزاه و ألبسه ثوب النصب وارداه ،(البعثي) القادسي صاحب موقع(القادسية) الشيخ طه حامد الدليمي ،حيث الف كتابا اسماه (المنهج القرآني الفاصل بين اهل الحق واهل الباطل) ولكن في النسخة الموجودة عندي من كتابه كان اسمه (الامامة في المنظور القرآني) قد بين هذا الشيخ في كتابه هذا (منهجا اخترعه) بفكره القاصر، ورأيه العاطل ، ليضرب به (الامامة الالهية) التي يؤمن بها اتباع اهل البيت ع فلنرَ عزيزي القارئ الكريم مقدار علم هذا المدعي ومدى صلاحية منهجه وهل يصمد امام الدليل العلمي ام انه سراب يحسبه الظمآن ماءاً فكان هذا الموجز البسيط ردا على منهجه المتهافت وكشفا لعوراته وسقطاته التي يريد ان يستغفل بها الناس لتمرير اراجيفه والاعيبه فهيا بنا……….
الفصل الأول
قال الدليمي
أولاً :- منهج القرآن في إثبات اصول العقيدة :-
أركان الإيمان التي يدور حولها الإسلام ستة , وتستطيع أن تجمعها في ثلاث أركان هي اصولها ولبابها : وحدانية الله تعالى , ونبوة محمد – ص – واليوم الأخر .
إذ القدر يدخل في باب الإيمان بالله , والإيمان بملائكته والكتب يدخلان في باب النبوة .
وهي ثلاث اصول هي محور الصراع الفكري بين الإسلام وخصومه ،وعليها دارت دعوة النبي – ص – وآيات القرآن الكريم في مكة خصوصاً .
فكيف أقام القرآن الأدلة القطعية على صحتها ؟
تبين من خلال الاستقراء التام لمعرفة المنهج القرآني في إثبات العقيدة إن القرآن الكريم بين اصول العقيدة وإثبتها حسب المنهج الأتي .
1- الإخـــــبار
إذ يذكر القرآن الكريم هذه الأصول ويخبر عنها بالنصوص القطعية التي تصرح بأنه لا الله إلا الله وان محمد رسول الله وان الساعة آتية لا ريب فيها , وهكذا بقية الأصول .
وتنقسم الأخبار إلى قسمين
أ – أمر بالإيمان .
ب – النهي عن الكفران . بغض النظر عن صيغة الأمر والنهي .
2- الإثبـــــات :
إذ لا يكتفي القرآن بتقرير الحقيقة والخبر المجرد عنها حتى يضيف إلى ذلك إقامة البرهان العقلي على صحة الخبر فالنصوص في هذا الباب ليست أخبار مجردة وإنما هي أخبار برهن الله تعالى على صدقها بالدليل العقلي .
3 – التـــكرار
: - وبين الأخبار والإثبات تكرر الآيات وتكثر حتى تبلغ المئات إذ لا يكتفي القرآن في تقرير الأصول بآية أو اثنين أو نصف آية من هنا و ربعها من هنا – كما ملاحظ على أدلة الفرق المنحرفة – وإنما يستطرد وبمئات الآيات التي تتظافر جميعاً لتؤدي غاية واحدة هي تقرير الأصل والاعتقاد وإثباته صراحة .
4 – القـطـع والوضـــوح :
وآيات الأصول قطعية الدلالة على الأصل المقصود بحيث لا يمكن تأويلها أو صرفها إلى معنى آخر وذلك لوضوح ألفاضها وصراحتها أولاً ولكثرت آياتها وتظافرها في تأدية المعنى – الأصل المقصود – ثانيا
ثانياً :- الأدلة التفصيلية على هذه الحقائق الأربعة : -
1- وحدانية الله تعالى :
جاء الأخبار عنها في آيات يعسر حصرها لكثرتها فمنها:
(( اللهُ لا اله إلا هو الحي القيوم ُ)).
(( وما أرسلنا من قبل من رسول إلا نوحي إليه انه لا اله إلا أنا فاعبدون )) .
(( فاعلم انه لا اله إلا الله )) .
(( شهد الله انه لا اله إلا هو )) .
وجاء النهي عن الكفر بها في آيات كثيرة منها :
(( من كفر بالله بعد إيمانه إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليه غضب من الله ولهم عذاب عظيم )) .
(( فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة و الأولى )) .
(( أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً )) .
(( الا إن عاداً كفروا ربهم الا بعداً لعاد قوم هود )).
(( أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم )) .
وجاء الإثبات في الأدلة العقلية في آيات كثيرة جداً , منها :
(( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم )) .
(( أم خلقوا من غير شيٍ أم هم الخالقون )) .
(( هل من خالقٍ غير الله ) ) .
(( لو كان فيهما الهةٌ الا الله لفسدتا ))
هذه الآيات قطعية الدلالة على وحدانية الله فتحقق الشرطان الآخران (التكرار والقطع )
2- نبوة محمد - ص -
جاء الإخبار عنها في آيات لا تحصى , منها
(( محمد رسول الله ))
(( وما محمد إلا رسول ))
(( انك لمن المرسلين ))
وجاء الإنكار والتحذير من عدم الإيمان بها في آيات كثيرة , منها :
(( يومئذٍ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ))
(( وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بإبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون )) .
((وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزواً أهذا الذي بعث الله رسولا )) .
((يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم )) .
وجاء الإثبات بالأدلة العقلية في آيات كثيرة منها :
(( وان كنتم في ريب مما نزَلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين فأن لم تفعلوا ولن تفعلوا فتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين )) .
(( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ))
(( قل ما كنت بدعاً من الرسل )) .
(( ولقد نعلم إنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذين يلحدون إليه أعجميّ وهذا لسان عربي مبين )) .
وهكذا تتوالى الآيات بلا حصر فتكثر , وهي قطعية الدلالة على نبوة محمد – ص – فتحقق الشرطان الآخران (التكرار والقطع) بوجود رسول اسمه محمد يجب على العالمين الايمان به من دون أدنى شبهة أو لبس .
3- الإيمان باليوم الآخر
جاء الأخبار عنه في آيات كثيرة جداً , منها :
(( مالك يوم الدين )) .
(( وبالآخرة هم يوقنون )) .
(( إن يوم الفصل كان ميقاتا , يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا )) .
(( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اله ترجعون )) .
وجاء النهي والتحذير من الكفر به في آيات كثيرة , منها :
(( ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون يوم الدين وما يكذب به إلا كلُّ معتدٍ أثيم )) .
(( وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكفرون )) .
(( وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون )) .
وجاء الإثبات بالادلة العقلية في آيات كثيرة , منها .
(( قل من يحيي العظام وهي رميم ’ قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم , الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا انتم منه توقدون أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادرٍ على أن يخلق مثلهم , بلى وهو الخلاق العظيم إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون )) .
(( لا اقسم بيوم القيامة )) إلى قوله تعالى (( الم يك نطفة من منيّ يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى )) .
(( ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون )) .
(( يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة … )) .
وهكذا عشرات ومئات الآيات الصريحة الواضحة فتحقق الشرطان الآخران (التكرار والقطع) بوقوع يوم القيامة
رد منهج الدليمي
1- المنهج مبني على نظرية ) حسبنا كتاب الله )التي أطلقها سيده ابن الخطاب وتبناها من بعده الخوارج , فالأخذ بالقران دون السُنّه هو الضلال بعينه , كما ثبت في الحديث الثابت الصحيح الذي يرويه الترمذي في صحيحه بسنده عن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم قالا: عن رسول الله – ص – ( إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي , احدهما أعظم من الأخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض , وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ). فالتمسك بأحد الثقلين دون الآخر ضلال ما بعده ضلال .
وقد أمرنا القرآن ونحن متعبدون بنصوصه الشريفة أن نأخذ ما جاء به رسول الله . – ص - من حديث اذ يقول تعالى(ما آتاكم الرسولُ فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) . والآيات في هذا المجال كثيرة بوجوب طاعة الرسول ص واخذ كلامه والتحذير من . . عصيانه - ص-
2- ان استنباطه لهذا المنهج المزعوم لم يتم الا من خلال العقل فقد اعمل عقله وفكره كما يقول الدليمي : ( يتبين من خلال الاستقراء التام لمعرفة المنهج القرآني في إثبات ……. ) وكما هو معلوم الاستقراء من الأمور المنطقية والقواعد العقلية , فكيف بعد هذا يقول : لا يجوز أعمال العقل في أصول الدين وإنما أمرها إلى النقل فقد وقع فيما هرب منه . فكما يقول الله عزوجل (( فجحدوا بها و استيقنتها أنفسهم )) .
3- نحن نريد منه آية واحدة – جرياً على سيرته – كما يطلبها في الإمامة تدل صراحة على هذا المنهج المزعوم ( بالإخبار والإثبات والتكرار والقطع والوضوح ) و انى له ذلك , . فهل بغير العقل توصل إلى هذا المنهج , أم بغير الفكر سلك هذا المخرج .
4- في الركيزة الثانية من ( ركائز منهجه المزعوم ) وهي ( الإثبات )
يقول : ( وجاء الإثبات بالأدلة العقلية في آيات كثيرة جداً ) فأذا كان الله عزوجل
تبنى الدليل العقلي في إثبات الأصول على عباده من مؤمنهم وكافرهم فكيف لا . يجوز بعد ذلك الاحتجاج لنا بالدليل العقلي على الأصول والذي فطرنا الله عليه . وأودعه فينا ببالغ حكمته وسعة رحمته فما لكم كيف تحكمون . وهو سيد العقلاء والذي ميز الإنسان بالعقل وجعله خليفته في الأرض وجعل العقل مدار التكليف و مدار الثواب والعقاب فلا تكليف على جاهل أو مجنون أو حيوان .
ثم إن القرآن الكريم مليء بالآيات التي تحث على التعقل والتفكر والتدبر وهي كثيرة جداً فخذ إليك مثلاً كلمة ( يعقلون ) وردت بهذا اللفظ 22 مرةً كقوله تعالى (( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل …….. لآيات لقوم يعقلون )) البقرة – 164 – قوله تعالى : (( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون ) – البقرة – 171
وقوله تعالى : (( إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذي لا يعقلون )) الأنفال 22 –
وقوله تعالى ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون) يونس
وقوله تعالى ( وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ))
وقوله تعالى ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها وأذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الإبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) – الحج – 36 –
إن كلمة ( يتفكرون ) بهذا اللفظ قد وردت عشر مرات في القرآن الكريم واليك بعضا منها
· قوله تعالى )) : كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون )) – يونس -24-
· قوله تعالى : (( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )) – النحل -11-
· قوله تعالى : (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين لنا لتبين للناس ما نُزل إليهم ولعلهم تفكرون )) النحل -44 –
· قوله تعالى : (( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون )) الحشر – 21 –
· قوله تعالى : (( إن الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها … إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )) – الزمر – 42 –
· قوله تعالى : (( وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )) – الجاثية – 13 –
وقد وردت كلمة ( يتدبرون ) في ايتين من كتاب الله تعالى بهذا اللفظ .
· قوله تعالى : (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )) محمد – 24-
· قوله تعالى ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غيرالله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً)) – النساء – 82 –
وسؤرد الحديث المروي عن الإمام موسى بن جعفر (ع) وهو يخاطب هشام – رض- واستشهادي به لأجل ما فيه من الآيات القرآنية الكثيرة التي تحث على التدبر والتفكر لا غير . قال الإمام ع : يا هشام إن الله تبارك وتعالى بشر أصل العقل والفهم في كتابه فقال (( فبشر عبادي الذي يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله و أولائك هم الو الألباب )) - الزمر 18 - … يا هشام : إن الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحج بالعقول ونضر النبيين بالبيان ولهم ولهم على ربوبيته بالأدلة , فقال : ( إلهكم اله واحد لا اله إلا هو الرحمن الرحيم , إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فأحيى به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون )) البقرة - 163
يا هشام : من جعل الله ذلك دليلاً على معرفته بأنّ لهم مدبراً ,
- فقال : (( وسخر لكم الليل و النهار والقمر والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ان في ذلك لآيات لقوم يعقلون )) .
- وقال (هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخاً ومنكم من يتوفى قبل ولتبلغوا أجلاً مسمى لعلكم تعقلون))غافر 67
- وقال (( وجنات من أعناب وزرع ونخيل … إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون )) الرعد -5
- وقال ((ومن آياته يريكم البرق خوفاً وطمعاً …إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون)) الروم- 24
- وقال ((قل تعالوا اتلُ ما حرم عليكم ربكم … ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ))الأنعام -152
يا هشام : تم وعظ أهل العقل ورغبهم في الآخرة .. وقال : (( وما الحياة الدنيا إلا لهو ولعب ولدار الآخرة خير للذي يتقون أفلا يعقلون )) - الأنعام – 32
يا هشام : ثم خوف الذين لا يعقلون عقابه .. فقال : (( ثم دمرنا الآخرين وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون )) - الصافات -137 –
يا هشام : ان الفعل مع العلم : فقال : (( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون )) العنكبوت 43-
يا هشام : ثم ذم الذين لا يعقلون فقال (( وإذ قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كانوا آباءهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون )) البقرة – 170
وقال : (( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما يسمع إلا دعاءاً وندائهم بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون )) البقرة – 171 - .
وقال (( ومنهم من يسمع إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون )) – يونس – 61
وقال (( أم تحسب إن أكثرهم يسمعون أو يقولون وان هم إلا كألانعام بل هم أضل سبيلاً )) الفرقان – 44 –
وقال (( لا يقاتلوكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدار بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوماً لا يعقلون )) – الحشر 14 –
وقال (( وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )) – البقرة 44 –
والحديث طويل أخذنا منه هذا الموجز ولعمري ان فيه آيات لأولي الآلباب وأصحاب العقول فما أكثر العبر وما اقل المعتبريين ..
5- افتح أي كتاب من كتب اهل السنة ستجد الأصول عندهم ستة , ( الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ) وقد ذكر الدليمي ذلك آنفاً
فإذا قلنا لهذا الدليمي لِم لَم تذكر بقية الأصول الثلاثة : (( ملائكته وكتبه والقدر خيره وشره )) وتبرهن عليها كما برهنت على الأصول الثلاثة المتقدمة بـ ( الأخبار , والإثبات , والتكرار , والقطع والوضوح ) ؟
فسيجيب كما كتب : ( اذ القدر يدخل في باب الايمان بالله والايمان بملائكته والكتب يدخلان في باب النبوة ) .
فنجيب هذا المتفلسف : اما ان تكون الاصول الثلاثة : ( ملائكته وكتبه والقدر ) من اصول الدين او لا تكون ؟ فأذا كانت اصولاً وجب البرهان عليها كما برهنت على أخواتها , واما ان لا تكون من الاصول لذلك لم تقدر ان تبرهن عليها كما برهنت على اخواتها فأختراما اسقاطها أي -الاصول الثلاثة -المتبقية عن كونها اصولا او انها اصول ولكنك تعجز عن البرهنة عليها من خلال منهجك المزعوم فيثبت بطلانه .
ثم إن الامامية يقولون ان (الإمامة) وان كانت (اصلاً) إلا أنها من متعلقات النبوة( فتندرج) تحت النبوة وان (العدل) وان كان (اصلاً) فهو من متعلقات التوحيد , (فيندرج) تحته وكفى بذلك رداً على منهجك المزعوم اذا نحن نشترك معكم في الاصول الثلاثة المبرهن عليها عندكم ( التوحيد , النبوة ، المعاد ) وتبقى الاصول التي نختلف معكم فيها مندرجة تحت الاصول المبرهن عليها كما اندرجت اصولكم المختلف عليها معنا في بقية الاصول المبرهن عليها فينقطع النزاع بيننا وبينكم فيها افحلال عليكم ادراج بعض الاصول تحت بعضها وحرام علينا ادراجها , ام باؤكم تجر وباؤنا لا تجر سبحان الله مالكم كيف تحكمون.
6- أهل السنة جميعاً يعتمدون على اثبات ( اصول الدين ) او كما يسمونها ( اركان الايمان ) بألخبر المروي عن رسول الله – ص – الذي يرويه مسلم في صحيحه حين جاء جبريل على شكل رجل سائل عن الايمان فقال – ص – :- ( بالله , وملائكته , وكتبه , ورسله ، واليوم الاخر , وبالقدر خيره وشره ) .
يقول ابن تيمية في العقيدة الواسطية في اول صفحة ( واما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة وهو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والايمان بالقدر خيره وشره) .
فأذا كان هذا حال اهل السنة قاطبة في ( اصول الدين ) وذلك من خلال حديث مروي عن النبي – ص – فمن اين جئتنا بهذا (المنهج المزعوم) وقد خطأت به سلفك الصالح من اهل السنة والجماعة وكأن سلفك الصالح لا يستطيع ان يستدل على اصول الدين من خلال القرأن الكريم حتى منّ الله على اهل السنة بهذا ( الدليمي ) العبقري الذي ابان جهل قومه وخطأهم فراح يستنكر على من يثبت اصول الدين بالسنة النبوية التي هي عنده لا تصلح الا للفروع فهل هذه (البدعة) ابتدعتها بعقلك القاصر وليتك اتممتها ولم تفضح بجهلك .
7- إن ( الدليمي ) او بمعنى اخر اهل السنة وان استطاعوا ان يثبتوا (اصل التوحيد) -الايمان بالله- من خلال القرأن الكريم الا انهم يثبتون الكثير من صفات الله تعالى والتي تمثل (عين) التوحيد (وروحه) من خلال الاحاديث النبوية التي وردت عندهم واليك منها :
أ – إثبات صفة (النزول ) لله
: (قال رسول الله – ص – ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة الى سماء الدنيا حين يبقى الثلث الليل الاخره فيقول : من يدعوني فأستجيب له , من يسألني فأعطيه , من يستغفرني فـغفر له . البخاري – كتاب التوحيد – 6940 – حديث رفم – 0
ب – إثبات صفة (الساق ) لله تعالى :
( عن رسول الله – ص – قال : … فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها اول مرة فيقول : إنا ربكم فيقولون : أنت ربنا ؟ فلا يكلمه الأنبياء : فيقول : هل بينكم وبينه آية تعرفونه ؟ فيقولون : الساق فيكشف عن ساقه فيسجدوا له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة ) . البخاري – كتاب التوحيد – حديث رقم – 6886 - .
ج – إثبات صفة (الضحك ) لله تعالى :
( قال رسول الله – ص – ثم يضحك الله الى رجلين يقبل احدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة ). صحيح مسلم – باب الرجلين يقبل احدهما الخر يدخلان الجنة – 1890 - .
د – إثبات صفة (الرجل) لله تعالى
قال رسول الله – ص – ( فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فيقول : قط قط , فهنالك تمتلئ ويسوي بعضها عن بعض ) النجاري – كتاب تفسير القرأن – 4472 .
هـ - إثبات صفة (الأصابع) لله تعالى :
عن ابن مسعود – رض – قال جاء (حبر) من الأحبار الى رسول الله – ص – فقال : يا محمد انا نجد ان الله يجعل السموات على إصبع والارضين على إصبع , والشجر على اصبع و الماء على إصبع والثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع فيقول انا الملك فضحك النبي – ص – حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر ثم قرأ وما قدر الله حق فدره والارض جميعاً قبضته يوم القيامة , وفي رواية لمسلم ( والجبال والشجر على اصبع ثم يهزهن فيقول انا الملك انا الله ) وفي رواية للبخاري ( يجعل السموات على اصبع والماء والثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع )
[ راجع كتاب التوحيد لمحمد عبد الوهاب – باب ماء جاء في قول الله تعالى , وما قدر الله حق قدره ص216]
و – إثبات( صفات) لله تعالى ما انزل الله بها من سلطان :
عن ام الطفيل انها سمعت رسول الله – ص – يذكر انه رأى ربه عزوجل في المنام وفي احسن صورة شاباً موفراً رجلاه في خضرة عليه نعلان من ذهب على وجهه فراش من ذهب ) حديث ورد في سنةابن ابي العاصم صححه شيخهم الألباني في تعليقته على سنّة ابن ابي عاصم برقم – 471 - .
ان هذه احاديث اثبتها وصححها اهل السنة في كتبهم وتابعهم الوهابية على ذلك وهي احاديث تدل على صفات الله عزوجل والتي بدورها تمثل حقيقة التوحيد وروحه , فماذا يقول الدليمي بعد ان صدمته الحقيقة المرة حيث ان قومة قد اثبتوا صفات الباري عزوجل بأحاديث من السنة النبوية واعرضوا عن كتاب الله وهذه صفات لم يرد الكتاب العزيز بها بل انفردت بها السنة النبوية عندهم فهل يجحدها الدليمي ويقول ان السنة تثبت الفروع فقط كما يدعي فيكون كافراً على رأي قومه من اهل السنة و الوهابية ومعطلاً لأسماء الله وصفاته , ام يعترف بها فينهدم ما بناه من منهج كسيح , ( وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا) | |
|